الأخبار

ممرات الراجلين مجرد ديكور !

محمد مشهوري:

يشعر المغربي ب "الحكرة" والقزمية حين يكون في بلد أوربي، لا بسبب ممارسات عنصرية، معاذ الله، ولكن حين يكون بصدد عبور الشارع بممر الراجلين وتتوقف كل السيارات احتراما لأسبقية الراجلين.

صديق إسباني حل ضيفا بالمغرب على متن سيارته، كاد أن يتسبب في "كوارث عظيمة" لولا نصحي له. وكل ما في الحكاية أنه كان يتوقف على الدوام بمعبر الراجلين، وما إن يعبر الراجل مستغربا حتى يتوقف لأن سائق السيارة القادمة على اليسار لا يعترف بتلك الخطوط البيضاء.
حاولت أن أترجم لصديقي المقولة المغربية المأثورة " ما تدير حسنة ما يطرا باس" وبأنه بتمسكه بسلوكه الحضاري الذي تطبع عليه قد يتسبب في حادث سير، وبالتالي فسرت له أن هذه الخطوط عندنا مجرد ديكور!
هذا مجرد مثل بسيط يظهر إلى أي حد نحن في أمس الحاجة إلى ثقافة جديدة نغير بواسطتها سلوكاتنا المستهترة بالقانون. أما عن النظافة فحدث ولاحرج، إذ تعج شوارعنا وأحياؤنا بالنفايات على الرغم من أننا أمة "النظافة من الإيمان".
إن النقاش العام الذي يجب أن يعرفه المغرب اليوم هو عن بناء الإنسان المغربي المتحضر الذي يعشق وطنه ويحرص على صورته كما حرصه على بيته وعلى نفسه. بدون ذلك سنظل ندور في دوامة مفرغة نصدر جعجعة ولا طحين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى