أنشطة الأمين العامأنشطة حزبية

أوزين يطالب الحكومة بوضع خارطة طريق لتفعيل الأمازيغية من خلال استراتيجية مبنية على الإستدامة

الإحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة ليس بالأهازيج وعرض أزياء

سلا/ صليحة بجراف 

استغرب محمد أوزين، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، مساء اليوم السبت بسلا، الجدوى من رصد الحكومة الملايير للأمازيغية في ظل الإفتقار إلى رؤية واضحة ودقيقة لتنزيلها في الواقع المجتمعي المعيش.

وفي هذا الصدد، تساءل أوزين في مداخلة خلال ندوة فكرية نظمتها الحركة الشعبية في إطار الإحتفالية الوطنية للحزب بالسنة الأمازيغية 2974 تحت شعار” الأمازيغية بين المرجعية الدستورية وإكراهات التنزيل”، تلاها نيابة عنه إدريس السنتيسي رئيس الفريق الحركي بمجلس النواب، (تساءل) عن نصيب تنمية المناطق الأمازيغية في هذه الميزانيات، مستفسرا أيضا عن مكانة الأمازيغية في القضاء والإدارة والبنوك وعن تقييم تدريس الأمازيغية في المدارس، وغيرها.

أوزين، الذي تساءل أيضا، عن الخلل في عدم تعلم أبنائنا حروف تيفيناغ، أكد أن الهدف من طرح هذه التساؤلات وبالجرأة المطلوبة، هو وضع خارطة طريق لتفعيل الأمازيغية من خلال استراتيجية مبنية على الإستدامة وبعيدا عن الموسمية.

في المقابل، رفض الأمين العام لحزب الحركة الشعبية أن يترجم الإحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة التي أقرها جلالة الملك محمد السادس عيدا وطنيا وعطلة رسمية مؤدى عنه، بالأهازيج وعرض أزياء، قائلا:” لا يمكن اختزال هذا المكون الهوياتي في مجرد فولكلور ومهرجان موسمي ترصد له ميزانيات كبيرة، بل تفترض أهمية هذا الورش الكبير الأخذ بعين الاعتبار لأبعاده الاقتصادية والتنموية والثقافية بل وحتى النفسية”.

وتابع أوزين مردفا: “جميل جدا أن يحتفل الكل، حكومة وأحزابا، بالسنة الأمازيغية الجديدة، حتى الذين بصم ماضي مواقفهم بالعداء للأمازيغية وتخوين المدافعين عنها وتوصيفهم بكل النعوت”، مبرزا أن التاريخ لا يرحم وذاكرته قوية كما ذاكرة الشعب المغربي الأصيل.

في نفس السياق، انتقد أوزين استمرار بعض العقليات التي لا تزال تتعامل، بمنطق “المزاعم” و”الهرطقات” في محاولة إنكار حق أمة في الحفاظ على مكون أساسي من هويتها وحضارتها، قائلا :”بل الأنكى من ذلك أن مثل هذه المواقف تسعى إلى خلق واصطناع التقسيم والفتنة على أساس التمييز العرقي، لكن أصحابها يغفلون أو يجهلون أن المغرب على امتداد تاريخه العريق الممتد على 33 قرنا، لم يعرف أبدا شيئا إسمه الإثنية، فالمغاربة شعب واحد موحد حول ثوابته الوطنية، وفي مقدمتها النظام الملكي”.

واسترسل أوزين مردفا:”للأسف الشديد، لا يزال هذا المنطق الإقصائي معشعشا في لا شعور البعض، الذي يريد كتابة التاريخ على المقاس والمزاج”، موردا، في هذا الصدد، مقال لشخص تم تداوله على مواقع التواصل الإجتماعي، يصف نفسه بأنه (أمازيغي من الريف) يدعي ألا وجود لشيء اسمه “السنة الأمازيغية”، على الأقل قبل 1970 على أبعد تقدير، بل هي السنة الفلاحية أو السنة الأعجمية… والعجم غير البربر في العرف والاستعمال؛ كما يدعي الا وجود لاسم “الأمازيغ” بمعنى سكان شمال إفريقيا في كتب التاريخ: لاالكتب الإسلامية ولا العربية ولا الرومانية ولا اليونانية ولا القوطية ولا الوندالية ولا المصرية؛ كما يزعم ألا وجود لحرف إسمه “تيفيناغ”، بل هذه الحروف جلها أنشئت إنشاء.

وأستدل أوزين ببعض ملاحم التاريخ  المغربي خاصة ذكرى11 يناير 1944 والزيارة التاريخية لطنجة في التاسع من أبريل 1947، وثورة الملك والشعب المجيدة التي انطلقت في 20 غشت 1953، مبرزا  أن هذه الهبات الوطنية لم تكن مقتصرة على نخبة معينة أو منطقة معينة، بل كانت تعبيرا عن ضمير الأمة المغربية الخالدة، وشارك فيها بنات وأبناء المغرب من كل المناطق والجهات، ولا أدل على ذلك كمثال من معتقل أغبالو نكردوس الذي جمع أبناء الحواضر الكبرى والقرى والجبال، وهو الواقع الذي كتب عنه بتفصيل كبير العلامة المختار السوسي في كتابه “معتقل الصحراء”.

وأكد الأمين العام لحزب الحركة الشعبية أن المغزى من هذا التذكير هو التأكيد على أن اللحمة الوطنية التي جمعت بين كل أبناء المغرب في اللحظات الصعبة والمريرة، هي سر من أسرار قوة المملكة كأمة عريقة يعود توهجها إلى أكثر من 33 قرنا وليس 12 قرنا كما يروج لذلك، مسجلا أن المغرب كان على امتداد هذه القرون ملكيا، حيث اختار المغاربة هذا النظام رمزا خالدا ضامنا لوحدتهم بكل روافدهم الثقافية واللغوية وبكل معتقداتهم الدينية، مبرزا أن في قاموس الأمازيغية التي نحتفل وفق تقويمها بسنتها 2974، لا يوجد من مصطلح للحكم سوى “أيليد” أو “تيلديت”.

أوزين، الذي لم يفته تهنئة المغاربة بالمناسبة مغتنما المناسبة لتقديم أسمى التهاني وأغلى الأماني إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، قال:” كان بودنا، وكما أعلنت في التوجيه الذي عممته منذ أسبوعين، أن يكون للاحتفائية الوطنية بحلول السنة الأمازيغية طابع خاص ومتميز، كتتويج للاحتفالات التي تم تنظيمها من طرف تنظيمات الحزب على المستوى المجالي يوم 13 يناير، وذلك باختيار إقليم الخميسات لاحتضان التظاهرة الوطنية، لكن بعد تفكير عميق، ارتأينا عقد هذه الندوة الفكرية، التي نريدها وقفة تأمل وتقييم لمسار التفعيل الحقيقي للغة الأمازيغية والثقافة الأمازيغية بعد مرور قرابة 13 سنة على ترسيم الأمازيغية في الوثيقة الدستورية لفاتح يوليوز 2011″.

وأفاد أوزين أن اختيارنا في البداية لإقليم الخميسات الذي يضم في نفوذه الترابي مدينة ولماس، كاختيار ذي رمزية كبيرة، من باب الوفاء للزعيم الوطني المرحوم المحجوبي أحرضان، والذي كان وسيكون دائما حاضرا بيننا، وقد قررنا إطلاق اسمه على قاعة الاجتماعات الكبرى بمقر الأمانة العامة للحزب، كما أطلقنا إسمي المرحومين لحسن اليوسي ومحمد قايدي أمهروق على قاعتين آخرتين بنفس المقر.

تجدر الاشارة إلى أن إحتفال حزب الحركة الشعبية بالسنة الأمازيغية الجديدة 2974، الذي حضرته شخصيات سياسية حركية وفعاليات مدنية، وتخللته أهازيج وقراءات شعرية أمازيغية، تميز بمداخلات همت “قراءة في تاريخ المغرب”و”الأمازيغية بمغرب اليوم، وسبل وقف نزيف الإتقراض؟”و”المرأة الأماويغية بين الماضي والحاضر”و”أحرضان والأمازيغية :ذاكرة ومسار وأفق”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى