في الجلسة الافتتاحية لتظاهرة ناقشت ” الشباب ومنظومة القيم في عالم متغير” ..الأخ الغراس: بناء الشباب مسؤولية كبيرة تقع على عاتق مختلف الفعاليات تنفيذا للتوجهات الملكية التي حملها خطاب ذكرى 20 غشت 2018

الرؤية الإستراتيجية لإصلاح منظومة التربية والتكوين2015ـ 2030 تكرس في جوهرها إرساء مدرسة جديدة قوامها ترجمة دعائم الإنصاف وتكافؤ الفرص والجودة والارتقا بالفرد والمجتمع

الرباط/ صليحة بجراف

أجمعت المداخلات في الجلسة الافتتاحية، للقاء نظم يوم السبت25 غشت الجاري بأصيلا، على أن الشباب يعيش مجموعة من التحولات تنطوي على مزيج من تداخلات تجمع بين ما هو تقليدي وحداثي محلي أو عالمي بفعل التأثير المتواصل لثورة التكنولوجيا.
واتفق المتدخلون من فعاليات سياسية وأكاديمية وجمعوية، في التظاهرة التي نظمتها الجامعة الصيفية لرفاق الجمعية، بشراكة مع وزارة الشباب والرياضة، أن الشباب أصبح أكثر تأثراً بهذه التحولات بحكم تطلعاتهم وتكوينهم العلمي والمعرفي.
وأبرز المشاركون في اللقاء الذي ناقش ” الشباب ومنظومة القيم في عالم متغير”على أن مشكلات قيم الشباب لا يمكن أن تكون متعلقة بهم بمقدار ما هي مشكلات للمجتمع الذي يعيشون فيه، قائلين إن أزمة القيم أكبر من حصرها بالشباب .
من جهته، الأخ محمد الغراس كاتب الدولة في التكوين المهني، أكد أن مقاربة موضوع الشباب ومنظومة القيم في عالم متغير يجب أن تتم وفق تصور متكامل من الأبعاد يجمع بين المدرسة والأسرة والمحيط ومختلف الوسائط الاجتماعية.

الأخ الغراس، الذي أكد أن هذا الوضع لا يمكن فصله خاصة عن فئة الشباب المعروفة بحيويتها وتفاعلها المستمر مع ما هو تقليدي وحداثي محلي أو عالمي، وكثيرا ما تنشغل بالبحث عن الثنائيات والتناقضات المطروحة أمامها اعتبر بناء الشباب مسؤولية كبيرة تقع على عاتق مختلف الفعاليات السياسية والجمعوية تنفيذا للتوجهات الملكية التي حملها خطاب ذكرى 20 غشت 2018، قائلا:” الشباب مدخل ومفتاح لضمان بقاء منظومة القيم واستمرارها لكونهم فاعلون في الحاضر والمستقبل وأيضا حاضر من خلال التأثير الإيجابي في الدينامية التي يعيش في خضمها”.
الأخ الغراس الذي توقف عند التحولات الاجتماعية السريعة التي تحكمها دينامية معلوماتية، قائلا :”إن هذا الوضع افرز أساليب جديدة بفعل انتصار الزمان على حساب المكان “، مشيرا إلى أن العالم بات قرية صغيرة والمعلومة تنتشر بسرعة مذهلة”، وهذا يؤدي إلى تغيرات اجتماعية تستوجب إعمال الذكاء المجتمعي الجماعي من أجل المزاوجة الخلاقة بين الاستفادة من تطورات العصر ومسايرتها من جهة وبين الحفاظ على منظومة القيم كرمز من رموز الهوية من جهة أخرى، ذكر بدور المدرسة في ترسيخ القيم المجتمعية والحفاظ عليها.
وبعد أن أبرز المسؤول الحكومي دور المدرسة في مواكبة الفرد في مختلف مراحل عمره ، أكد أن الرهان الآن على المدرسة لبناء مواطن متشبع بالقيم والفاعل وحامل لمشروع مجتمعي هو رهان قابل للتحقيق شريطة تضافر جهود الجميع من أجل إرساء مدرسة ذات جدوى وجاذبية كما جاءت بذلك الرؤية الملكية لاسيما بعد أن أصبحت المدرسة في بلادنا بفعل التوجيهات الملكية في صميم المشروع المجتمعي لاضطلاعها بمهامها في بناء مواطن الغد الواعي بذاته وبمسؤولياته اتجاه نفسه ووطنه ، قائلا :”إن الرؤية الإستراتيجية لإصلاح منظومة التربية والتكوي2015ـ 2030 تكرس هذا التوجه، ويكمن جوهرها في إرساء مدرسة جديدة قوامها ترجمة دعائم الإنصاف وتكافؤ الفرص والجودة والارتقاء بالفرد والمجتمع”، لاسيما وأن المدرسة مجال خصب للتربية على القيم وتعزيزها بل وحتى ترسيخها.لكون المدرسة مجال للتنشئة على القيم والتربية في بعدها الوطني والكوني ، يجمع بين التعليم والتثقيف والتكوين والتأطير والبحث والابتكار والتأهيل وتيسير الاندماج الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.
وبعد أن تتحدث الأخ الغراس عن دور المدرسة في مواكبة الفرد في مختلف مراحل عمره، أكد أن الرهان عليها الآن لبناء مواطن متشبع بالقيم والفاعل وحامل لمشروع مجتمعي هو رهان قابل للتحقيق شريطة تضافر جهود الجميع من اجل إرساء مدرسة ذات جدوى وجاذبية كما جاءت بذلك الرؤية الملكية.
كاتب الدولة المكلف بالتكوين المهني توقف أيضا عند دور المجتمع باعتباره شريكا في ترسيخ القيم وبناء مجتمع المواطنة والديمقراطية والمساهمة المتواصلة في التعبئة المجتمعية والعمل في إطار تكامل الأدوار مع المدرسة فضلا عن الجمعيات بحكم ممارسة القرب.
تجدر الإشارة إلى برنامج التظاهرة الذي تميز بانطلاق معرض المسناني، وافتتح بالكلمة الترحيبية لمحمد بنعيسى رئيس جماعة أصيلة، فضلا عن مداخلات كل من محمد بنعبد القادر وزير إصلاح الإدارة والوظيفة العمومية وعثمان كاير مدير الشباب والطفولة والشؤون النسوية بوزارة الشباب والرياضة.وهدير أشرف مسؤولة برامج التنمية الشبابية بمكتبة الإسكندرية والكاتب العام لمنظمة الشباب الأفريقي. ومحمد الصبر رئيس الجمعية المغربية لتربية الشبيبة وياسين ايصبويا المنسق العام للمنتدى المتوسطي للشباب.