الأخبار

نقاش هادئ مع “أخبار اليوم””لن تموت الحركة الشعبية مادام جنين في بطن أم حركية”العقم الحقيقي يتجسد في الترويج للفكر العدمي وتبخيس دور الأحزاب السياسية

نشرت يومية “أخبار اليوم” في عددها ليوم أمس، افتتاحية “نارية” تحت عنوان “إخفاقات الحركة”، في محاولة يائسة من هذا المنبر “المستقل” ضرب ما حققه الحركيون والحركيات من مكتسبات في مجال الدمقرطة والتحديث خلال مؤتمرهم الوطني الحادي عشر، الذي يعتبر، بشهادة الخصوم الشرفاء قبل الأصدقاء إنجازا تاريخيا يحسب في رصيد حزب طبع المشهد السياسي الوطني، في مختلف مراحله وتموجاته.
يومية “بوعشرين” اختارت أن تشكل نشازا في التعامل مع حدث وطني، شعر كل المتتبعين بأنه أعطى دما ودينامية جديدين للحركة الشعبية، وحولت الخلاصات الايجابية إلى “إخفاقات”، قافزة بذلك على الواقع.
لقد تناست “أخبار اليوم” أو تجاهلت، أن الحركة الشعبية، حسمت منذ الخطوات الأولى لإعداد المؤتمر في الأمر، باعتماد مسلك الديمقراطية في أرقى إشكالها، من خلال الاحتكام إلى التصويت السري بواسطة الصناديق الزجاجية الشفافية في شأن كل القرارات المتخذة، مركزيا وجهويا وإقليميا، محدثة بذلك قطيعة نهائية مع الأساليب التوافقية في تدبير الشأن الحزبي.
ولأننا في الحركة الشعبية، لم ولا نمارس السياسة في الخفاء أو في ظل العتمة، فتحنا الأبواب رحبة واسعة أمام الإعلام الوطني، لإيماننا بأن ما نقوم به شأن عام يهم الشعب المغربي.
أما بخصوص العملية الانتخابية، فنذكر “أخبار اليوم” بأنه تم فتح المجال لإيداع الترشيحات لمنصب الأمين العام وتم الإعلان عن ذلك، وكنا نتمنى أن يتقدم منافسون لا يتقاسمون الرؤى والتوجهات مع الأخ العنصر، لكن لم تتقدم حتى بعض الأسماء المحترمة التي “سكنت” الصحف بشكل مسترسل خلال الشهور الأخيرة، لعلمها بأن التوافق الذي كانت تنشده أصبح في عداد الماضي، وبأن الديمقراطية ستعبر حقا عن الإرادة الحرة للحركيات والحركيين.
في السياق نفسه، نعتز بفوز الأخ العنصر بالأغلبية المطلقة،كما نعتز بالمصوتين ال 77 أصحاب الأوراق الملغاة الذين كان له رأي أخر.
إننا نتساءل مع أخبار اليوم “عمن فقد حقا البوصلة؟” هل حزبنا الذي رسم معالم خارطة الطريق للمرحلة المقبلة، وفق قواعد الدمقرطة والتحديث أم منبر إعلامي ظاهره”الاستقلالية”، وباطنه الترويج للخطابات العدمية التي تبخس دور الأحزاب السياسية.
لهذا يجب أن تعلم يومية “بوعشرين”، الذي يضع لكل دور مقابلا ماديا، وهو يقيم، من زاويته، مشاركة الحركة الشعبية في الحكومة التي يرأسها السيد عباس الفاسي، بأنه لم يعرف على حزبنا، على امتداد أكثر من نصف قرن، لجوءه إلى المساومة حين يتعلق الأمر بالمصالح العليا الحقيقية للوطن، ولست في حاجة إلى تعريف بوعشرين “الباحث والأكاديمي والمحلل” بمكانة ودور وزير الدولة، وبإسهامات كاتب الدولة في الشؤون الخارجية والتعاون على الصعيد الدبلوماسي، والتي لا يدرك قيمتها سوى من يؤمن بالمغرب دون أي ولاء لجهات تدور خارج فلك الوطن.
أما عن “اعتراض” أخبار اليوم على اعتبار الأخ محند العنصر رجلا للمرحلة، فإن الإجابة عن هذا “الحكم” العبثي، توجد لدى الحركيات والحركيين الذين جددوا فيه الثقة، معبرين بذلك عن إرادة عشرات الآلاف من المناضلين في الأقاليم و الجهات، والذين يدركون في أعماقهم بأن الأخ العنصر رجل دولة ذو تجربة ومراس ، له من القدرات ما جعله ينجح في المحافظة على موقع الحركة الشعبية، مهما اختلفت المواقع بين الأغلبية والمعارضة، وبأن معارضتنا كانت مؤسساتية وبناءة وبعيدة عن الشعبوية والعدمية اللذين يشكلان العمود الفقري للخط التحريري ل “أخبار اليوم”.
بخصوص عملية اندماج المكونات الثلاث للعائلة الحركية في سنة 2006، كان ذلك قرارا شجاعا، كانت به الحركة سباقة إلى تفعيل مسار القطبية و عقلنة المشهد السياسي، مع إدراكها مسبقا بأن للاندماج ضريبة تهم المقاعد الانتخابية. ألم نقل بأن حسابنا الحقيقي هو حساب يحقق مصلحة الوطن.
قالت يومية “بوعشرين” بأن “أجهزة الحزب أصبحت مشغولة طوال الوقت بتطييب خاطر أحرضان”! فليعلم الزميل بوعشرين أن الأخ المناضل المحجوبي أحرضان غني عن هذه التفاهات، ورصيده التاريخي المشرف في سبيل الوطن ومقدساته وفي ترسيخ الفكر الحركي ينزهه عن كلام السفهاء. ويكفيه فخرا ومجدا أننا نحن أبناؤه من يقود السفينة الحركية وسنورث قيم الحركة الشعبية لأبنائنا وأحفاد أحفادنا، فنحن وهم من سيضمن الاستمرارية. ولن تموت الحركة الشعبية مادام جنين في بطن أم حركية. والعقم الحقيقي عقم العدميين.
كلمة أخيرة، نعتت افتتاحية أخبار اليوم مناضلينا ب”الزبناء”، هذا تصرف لا يفاجئنا من “مدرسة إعلامية” تصنف مصادر الخبر وقف منطق تجاري محض.
محمد مشهوري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى