الأخبار

ليكن النقاش حول “المشترك”

بصراحة وبدون مقدمات، أعترف بأن النقاشات المغلوطة التي تهيمن على الساحة أصبحت، بالفعل، مصدر قلق كبير، أولا لأنها غير صحية وتفتقر إلى الحد الأدنى من أدبيات الحوار، وثانيا لأنها اتخذت طابع الاستفزاز والاستفزاز المضاد.
الحريات الفردية هي مكسب مغربي، ليس وليد اليوم أو نتاجا لدستور فاتح يوليوز 2011، بل كانت، عبر التاريخ، قيمة مغربية بامتياز، مستمدة من الهوية المغربية المتأصلة الأمازيغية المرتبطة بالحرية، حيث كانت الدولة على امتداد العصور حريصة على احترام حرية الأشخاص وحقهم في ممارسة طقوسهم وعاداتهم دون أدنى وصاية أو تدخل، لكننا نعيش اليوم حشر أشخاص بعينهم لأنوفهم في اختيارات الآخرين وحميميتهم، وهو أمر مرفوض على الإطلاق.
في المقابل، نجد على الضفة الأخرى، استفزازا مضادا، جسده إعلان بعض المغاربة في مجلة أسبوعية صادرة بالفرنسية عن ميولاتهم الشخصية التي لاتهم باقي المغاربة (والقراء) في شيء.
كان حريا بنا أن نتفادى هذه النقاشات المغرقة في التطرف، وأن ننكب، بتركيز، على مناقشة القضايا والتحديات المشتركة المرتبطة بما يجمعنا، كالتنمية والبناء وتحسين مستوى عيش الساكنة وترسيخ قيم المواطنة الحقة.
إنني أتصور المجتمع كدار تقليدية كبيرة، يتوسطها صحن تحيط به غرف عديدة…لا يهمنا ماذا يحدث داخل الغرف، ولكن يعنينا ما يدور في الصحن كحيز مشترك يجمعنا.
الهم أهدنا إلى سواء السبيل وأبعد عنا الفتن.

محمد مشهوري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى