الأخبار

صمت الاكتئاب !

يحتاج تنامي "سكن" عدد من المغاربة في مواقع التواصل الاجتماعي الأوهن من بيوت العنكبوت، إلى القيام بدراسات نفسية واجتماعية لسبر أغوار هذه الظاهرة الجديرة بالبحث والتحقيق، لكونها، ومن خلال ما يفرغ من هموم وهواجس ومكبوتات في هذه المواقع، تؤشر على وجود خلل ما يدفع الكثير منا إلى الانزواء في عالم الافتراض كتعبير عن رفض عالم الواقع.
لحسن الحظ، وكل ضارة نافعة، ساهم انتشار الأمية الرقمية في استمرار عيش الأغلبية الساحقة من المغاربة وسط الواقع، بكل إكراهاته ومفارقاته، ولكن في ظل صمت وانطوائية رهيبين، يؤكدان أن أعراض الاكتئاب عامة بين المغاربة رقميين وغير رقميين.
ولعل من علامات حالة الاكتئاب الجماعي، تلك السلبية التي تسكن اللاشعور، وتجعلنا مرتكنين إلى موقف المتفرج والمتلقي الشارد لكل ما يدور في المحيط الخارجي، دون أن نقوى على التفكير في رد فعل واع.
إن أخطر ما يمكن أن يتعرض له فرد أو مجتمع، فقدانه القدرة على التعبير عما يشعر به، في ما يشبه الخضوع لعملية تنويم مغناطيسي.
ولأن العدوى قائمة، يجد الفرد منا نفسه عاجزا عن البوح بأحاسيس القلق من أشياء تقع وزلات ترتكب، تخوفا من أن يتم اعتباره استثناء أو فلتة وسط صمت القبور !

محمد مشهوري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى