الأخبار

بعد مساءلة الذاتأي موضوع ؟ (2)

الموضوع الذي يسائلنا اليوم يتمثل في مدى قدرة كل الفاعلين في الساحة الوطنية على مراعاة عامل الوقت في بلورة مقتضيات روح الدستور الجديد ؟
في هذا الباب، نعيد التذكير بأهمية الاستثمار الجيد لكل دقيقة في زمن الوطن، والابتعاد عن رتابة “اجتماع تلو اجتماع” دون تسجيل أدنى تقدم، لأن المغاربة ينتظرون التخلص من الانتظارية والانتقال اللذين طالا أكثر من اللازم.
إن “التلكؤ” الحاصل في الحسم ليس له ما يبرره، بل إنه يكتسي خطورة على سيكولوجية المغاربة التي تسببت لها تجارب الماضي في “فوبيا تشكيك جماعية”، وهو الأمر الذي تركب عليه التيارات العدمية التي ينبني حضورها في الشارع على رفض كل ما هو مؤسساتي.
لذلك، علينا الانتباه إلى المضاعفات المحتملة لهذا “التلكؤ” على المشاركة الشعبية في الاستحقاقات المقبلة. فالخوف كل الخوف أن يفقد الحماس الكبير الذي تولد عن الورش الدستوري بريقه. ففي هذا السياق يجب وضع الموقف الذي تبنته الأحزاب الأربعة ( الحركة الشعبية، التجمع الوطني للأحرار وحزب الأصالة والمعاصرة والاتحاد الدستوري) والداعي إلى الإسراع بإجراء الانتخابات النيابية، وهو موقف يعكس الحرص على المصلحة الوطنية التي تترفع عن الحسابات السياسية وسبل الحصول على أكبر عدد من المقاعد.
إن الاحتفاء الحقيقي بالدستور الجديد، سيكون من خلال النجاح في إبرام مصالحة المواطن مع الشأن السياسي، لذلك فإن كل “تلكؤ” سيجعلنا نعيد – لاسمح الله – تجربة 2007 التي أفرزت الواقع الذي نعيشه اليوم.
“فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين” صدق الله العظيم.

محمد مشهوري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى