الأخبار

المغرب الممكن

أجمعت كل نخب المجتمع ومعها رجل الشارع العادي على أن مضامين الخطب الملكية، في صراحتها وواقعيتها، تؤسس للمغرب الممكن وتشكل حقيقة خارطة طريق وأرضية مثلى لمواصلة ترميم البنيان (لا ننطلق من فراغ) على أسس صلبة، حتى لا تتسرب إليه رطوبة الديماغوجية وتنبت على جدرانه طحالب التيئيس والعدمية والتواكل.
كيف نفلح في هذا المسعى؟
ليس الأمر في منتهي التعقيد أو من قبيل المستحيلات، بل يتوقف على ثقتنا في قدرات المغاربة. فالتحديات المطروحة لا تتطلب الخوارق والمعجزات، ولكنها تشترط العمل الجاد وصفاء النوايا والعشق الصوفي للوطن.
والمناسبة شرط، للمساهمة في إضفاء صفة المصداقية على الاستحقاقات النيابية ليوم 25 نونبر، علينا انتهاج مقاربة مبنية على إدراك أننا نخاطب الإنسان المغربي، مهما كان مستواه الاجتماعي والمعرفي وانتماؤه الجغرافي، بما جبل عليه هذا الإنسان من نباهة ورجاحة عقل وقدرة على التمييز بين الوعد الممكن والوعد الطوباوي.
إن موارد المغرب جد محدودة، وهذا لايشكل عائقا جوهريا، لأننا نمتلك ما هو أهم، الثروة البشرية التي إذا استثمرناها في إطار الالتزام بمجموعة من القيم كالعدالة والإنصاف والتكافؤ، سنتمكن من العيش في المغرب الذي نستحق.
لن تتغير كل الأشياء بين عشية وضحاها ونبلغ ما نطمح إليه من صور الكمال بتحريك عصا سحرية، ولكن بوسعنا أن نسخر ما لدينا من إمكانيات مادية وبشرية في إطار نسق قيمي جديد لنحقق المغرب الممكن.
صدقوني، المغرب الممكن سيفاجئ الجميع، لأنه سيشعر كل واحد منا بأنه مواطن كريم، منتج وسيد بما عملت يداه وأبدع عقله من أفكار، وليس بما جناه من ريع وامتياز.

محمد مشهوري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى