الأخبار

“البقالي” وجينات الحزب الوحيد

محمد مشهوري:

من حق وسائل الإعلام بمختلف مشاربها وأطيافها أن تهتم بما تموج به الساحة السياسية من مستجدات، فهذا دين عليها إزاء الرأي العام الذي يطالب بالحق في المعلومة، وكل هيئة سياسية يروقها أن تنال اهتماما إعلاميا واسعا كمؤشر على ديناميتها وتفاعلها مع المجتمع والمحيط الخارجي، إلا أن تعامل الصحافة معها يجب أن يستند إلى معايير مهنية وموضوعية.

الزميل عبد الله البقالي مدير الزميلة "العلم" وعضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، اهتم في "حديث اليوم" لعدد أول من أمس الاثنين بما تعرفه الحركة الشعبية من دينامية وهي على مشارف مؤتمرها الوطني الثاني عشر، وهو اهتمام يشكر له، إلا أن الزميل والقيادي في حزب الميزان انجرف وراء خطابات تصنيفية مهترئة ومتجاوزة تعود إلى عهد الصراع الحزبي الذي أساء إلى المغرب أكثر مما أحسن إليه، حين زعم أن القرارات الحركية كانت تتخذ من خارج الحزب..
كما حشر الزميل والسياسي الاستقلالي أنفه في الشؤون الداخلية للحركة الشعبية، محاولا ممارسة الوصاية على إرادة مناضلاتها ومناضليها في ما يخص اختيار القيادة التي صانت على امتداد فترات التحدي والدسائس وحدة الصف الحركي، وفي سعيه هذا خروج عن واجب اللباقة والأعراف التي طبعت علاقات الأحزاب المغربية في ما بينها.
فليطمئن السيد البقالي، فالحركيات والحركيون ليسوا في حاجة لمن يلقنهم الديمقراطية، خاصة إذا كان "المعلم" و"الناصح المغفل" يحمل في دمه جينات الحزب الوحيد وكروموزمات الهيمنة، لأنهم كانوا أول من ناضل من أجل اعتماد بلادنا التعددية السياسية والفكرية واللغوية، وكانوا ولا يزالوا أكثر الناس حرصا على صون روح "تمغريبيت" من كل الرياح غربية كانت أم شرقية، فتلك الروح هي من يحكم ظاهرهم والباطن.
نصيحة إلى البقالي: عد إلى شباط قبل أن تقتحم باحات الآخرين ب"السباط" !!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى