الأخبار

وقوف “فرمان” العثمانيين عند حدود المغرب

حبب الملك الحسن الثاني، رحمه الله، إلينا التاريخ، نحن أبناء الجيل الذي تربى في المدرسة الوطنية للملك الراحل، حيث كان استحضار وقائع الماضي من بين آليات قراءته للحاضر واستشرافه للمستقبل، ويشهد الكل أنه ما أخطأ حدسه ولا توقعاته في شأن الوطن أو المحيط الجهوي أو الدولي.
اليوم، ونحن نعيش ونعاين الاستثناء المغربي في ظل ما سمي ب"الربيع العربي"، علينا أن ندرك ونعي أن نجاحنا في "الاستثناء" ليس صدفة كما ليس منة من كل من يحاول المزايدة على استقرار الدولة، بل هو نتاج سيرور تاريخية متراكمة ومتدرجة بوعي ونضج وترو يسبق الأحداث ولا يستبقها.
لقد كان المغرب على امتداد التاريخ قلعة حصينة ومتمنعة على كل الرياح، شرقية كانت أم غربية. وفي القرن الماضي وما قبله بقليل، انتشر المد العثماني عبر الرقعة الجغرافية المترامية الأطراف المسماة "العالم العربي"، وأصبحت فرمانات ( قوانين) الباب العالي تحكم الجزائر وتونس كما بلاد الشام وأرض الكنانة، وحده المغرب الأقصى وقف سدا منيعا، بفضل نظامه المتميز الذي اختاره المغاربة، عن اقتناع وطواعية، أبا عن جد.
المغرب وحده من سجل في التاريخ حدوث ثورة مشتركة بين عرش وشعب، بها حقق الاستقلال وأرسى لبنات الدولة العصرية ووحد التراب، وبروح الثورة نفسها عرفنا الانتقال السلس للسلطة من عهد إلى عهد و سجلنا باسمنا براءة ملكية "الاستثناء المغربي".
لقد كان المغرب سباقا، بفضل إرادة ملكه، إلى الشروع في تنفيذ إصلاحات عميقة تتجاوز بسنوات ضوئية ما قام من أجله "الحراك العربي".
لذلك، فأمام من يحاول القفز على الاستثناء المغربي المستحق، أخال لسان الشعب العظيم يردد قول الشاعر: ألا يجهلن احد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا، وقول الشاعر أبو فراس الحمداني:

ونحن أناسٌ لا توسطَ بيننا
لنا الصدرُ دون العالمين أو القبر

محمد مشهوري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى