الأخبار

وجهة نظر

لقد كتب علي أن أتحدث عن الديمقراطية داخل الحركة الشعبية كما كتب على الذين من قبلي، عن طريق مقالات خجولة تنشر من حين لأخر في الجريدة الناطقة باسم الحزب، ولا أعتقد أنني لم أكن صادقا مع نفسي كلما هممت برفع قلمي لأكتب موضوعا في هذا الإطار، كما كان يعتقد صديق يجمعني معه أكثر من رابط حين هاتفني مباشرة بعد انتهاء أشغال المؤتمر الإقليمي الذي كان منعقدا يوم الخميس 06 ماي 2010 بقاعة علال الفاسي بالرباط، -والذي لم أكن محظوظا لحضور أشغاله-، ليخبرني بأن صداقتنا على كف عفريت، ما لم أكف عن الهراء والهذيان الذي أفرغه على الأوراق في شكل مقالات، وأن الديمقراطية في حزب الحركة الشعبية آخر شيء يمكنني التفكير في الكتابة حوله، لأن حسب زعمه لا وجود للديمقراطية هناك، بدليل انسحاب إحدى المقاطعات من داخل القاعة مما شككه في مصداقية انتداب المؤتمرين هناك.
لكن ما لا يعرفه زميلي المتتبع لمقالاتي على كل حال، هو أن آخر بدعة في الديمقراطية هي الصناديق الشفافة، وهي نفسها التي اعتمدتها الحركة الشعبية منذ انطلاق أشغال اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الحادي عشر المزمع تنظيمه في 11، 12 و13 ماي 2010، ثم إن انسحاب إحدى المقاطعات أثناء عملية انتداب مؤتمرات ومؤتمري الرباط، كان طبيعيا ولم يفسد للود قضية باعتباره، اختلافا يدخل ضمن مظاهر الديمقراطية المتداولة حتى في الدول الأكثر ديمقراطية منا. وهنا أحيل صديقي على إحدى المؤتمرات السابقة للحزب الاشتراكي الفرنسي الذي عرف أكثر من انسحاب أثناء انعقاده، إضافة أن هناك بعض الأشخاص الذين أحسوا بأن المنحى الجديد الذي اتخذته الحركة الشعبية مسلكا لها لانتخاب هياكلها، لم ولن يخدم مصالحهم ما دامت ثقتهم في الصناديق الزجاجية ليست على ما يرام، لذلك يلجؤون إلى تعكير الأجواء لعل أحدا يترب على أكتافهم ويطمئنهم على مواقعهم، أو ما يسمى ب ” شدني أولا نطيح “وخير لهؤلاء ألا يفعلوا لأن ذلك لا يخدم مصالحهم أيضا، بل يزيد تأزيمها داخل أوساط الرأي العام. والحركة الشعبية لن تتراجع عن هذا المبدأ الذي انتظرته طويلا مهما كانت الظروف.
وفي الختام أشكر زميلي على نصائحه قبل أن أقول له، إذا كنت صديقا للديمقراطية، فحتما لن تكون صداقتنا على كف عفريت كما تعتقد.

سعيد بن معنان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى