الأخبار

وإذا السياسة “تشيخت” !

محمد مشهوري

من تجليات ونتائج "الربيع العربي" الذي مسخ وتحول إلى خريف، الخرس الذي أصاب معظم الساسة في العالم العربي، إذ نادرا ما يسمع لهم صوت أو موقف من القضايا والمشاكل الراهنة التي تقض مضجع المواطن العربي من "الخليج الثائر إلى المحيط الهادر".


فعلا قدم الساسة شبه استقالة، تاركين المجال لشيوخ القنوات الفضائية المتناسلة كالفطر، لكي يخططوا ويقرروا مصير الشعوب العربية، ويحددوا طريق عيشهم، ابتداء باللباس وكيفية الوضوء وتلبية الاستيهامات الجنسية اعتمادا على ثمار الحقول والبساتين من خضروات وفواكه، وانتهاء بالطريقة التي يجب أن يلقى بها المواطن العربي حتفه في إحدى الساحات "الجهادية". 


لقد سقطت كل النظريات السياسية من ليبرالية واشتراكية وشيوعية، وفشلت الديمقراطية والديكتاتورية، ولم يتبق من "بديل حقيقي ووحيد" غير "الشريعة والحياة" البرنامج الذي يكفر كل كائن بشري لا يؤمن بفكر الشيخ المتصابي ومن يدور في فلك جهله وتخلفه.


"فكرت ونجمت كثيرا" – كما تقول أغنية العندليب الراحل- واهتديت إلى أن "فيروسا" خطيرا ضرب المجتمعات العربية وأتلف "وحدتها المركزية" unité centrale، وجعلها تفكر بالغرائز، بعد أن تعطل الفكر والعقل. وليس مستبعدا، في ظل هذا الزمن الرديء، أن تغير كليات العلوم السياسية مقرراتها وتحذف كل المراجع، مكتفية ب"الروض العاطر في نزهة الخاطر".


لقد "تشيخت "السياسة وشاخت. ونحن هرمنا ولم نعد نقوى على مقاومة ساسة العمائم.


هزلت !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى