الأخبار

من مراكش للبحرين

في أوج تنامي المد القومي بعيد استقلال جل الدول العربية، كانت المراهنة على الشعارات الكبيرة من قبيل "الوحدة"، وكانت الشوارع تصدح بالهتافات " من مراكش للبحرين… شعب واحد لا شعبين"، وهي الشعارات التي لم تفعل، لأن عددا من الأنظمة الشمولية ذات التوجه القومي كانت تنتهج سياسات مناقضة للشعارات المعلنة، فخططت للانقلابات في بلدان الجوار وزرعت عوامل وأسباب عدم الاستقرار ودعمت أطروحات التقسيم والانفصال.
بعد سقوط جدار برلين ونهاية الحرب الباردة، لم تنتبه عدد من هذه الأنظمة إلى أن التاريخ اثبت أنه لا يصح إلا الصحيح وبأن البقاء للأصلح والمصلح ولدول المؤسسات، وظلت في غفوتها المزمنة إلى أن فاجآها تسونامي "الربيع العربي" فأسقطها في رمشة عين.
الآن، هناك ثمة وعي حقيقي لدى عدد من البلدان العربية بأن مسلك الإصلاحات الديمقراطية الهادئة هو المنهج الوحيد المؤدي إلى الديمقراطية والاستقرار، مستلهمة التجربة المتميزة للمغرب، لكن هذا الخيار لا يخدم مصالح جهات معلومة مرتبطة بشبكات إرهابية.
إن العمليات الإرهابية التي استهدفت المنامة عاصمة مملكة البحرين، والتي أدانها المغرب بشدة، وكذا تفكيك أكثر من شبكة إرهابية من طرق الأجهزة الأمنية المغربية اليقظة، تؤشر على وجود مخطط خطير ذي طبيعة طائفية، وهو ما كان المغرب سباقا إليه حين تم إغلاق المدرسة العراقية بالرباط منذ سنوات، وهو المخطط الذي يستهدف دولا أخرى شرعت في تبني الإصلاحات كالأردن.
لذلك، فإن نجاح المسار الإصلاحي، يستلزم تعاونا عربيا حقيقيا في مجال مكافحة الإرهاب، وليست كل حركات الشارع ب"السلمية"، لأن حادث المنامة كشف عن وجود نية في استغلال المطالب الديمقراطية من طرف دهاقنة الإرهاب. فمتى كان الإرهاب نصيرا للديمقراطية ؟!

محمد مشهوري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى