الأخبار

مناعة المغرب

محمد مشهوري

يوما بعد يوم، يترسخ لدى المغاربة اقتناعهم العميق بأن وطنهم يشكل بالفعل، وعن جدارة واستحقاق، الاستثناء في الفضاء العربي والإسلامي. الوقائع والمستجدات التي تطرأ من حولنا، وهي تراجيديا حقيقية، تجعلنا نشكر الله ونحمده بأن قيض لبلدنا منهج الحكمة والتبصر في التعامل مع كل الرياح والزوابع، والقدرة على التمييز بين ما هو مطلب مشروع يستحق التجاوب وبين ما هو مشكل من نوايا ومخططات تخدم أجندات خارجية.
والحقيقة أن هذه الميزة ليست بجديدة بالنسبة للنسيج المغربي المبني على تعاقد صادق بين المؤسسة الملكية والشعب بكل أطيافه السياسية، إذ كان المغرب سباقا إلى اعتماد منهج الانفتاح والحريات منذ الاستقلال، في الوقت الذي كانت الموضة هي تكريس الأنظمة الشمولية بيافطات "القومية العربية" أو باختيار الدوران في فلك الشيوعية، وهي الاختيارات التي ما أفلت بسقوط جدار برلين، ثم بموجة "الربيع العربي"، هذا الربيع الذي لم تنته شهوره وأيامه بعد في البلدان التي يخيل للبعض أنه "نجح "فيها.
إن هذا الربيع سيستمر في "الجولان" مادامت الأنظمة "البديلة" مفتقرة إلى الانتماء الحقيقي للوطن، ومتواكلة على "مول الشكارة" من بلد، و"المرجع الأسمى" من بلد آخر، مؤمنة ب"أممية عقائدية" ينتفي فيها الانتماء إلى البلد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى