الأخبار

لا “حياد” مع الوطن

محمد مشهوري:

بعيدا عن إسقاط المفاهيم بشكل اعتباطي أو محاولة ل”التخوين”، أكدت مواقف بعض أبناء جلدتنا، في بعض الصحف الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، أنهم، عن وعي أو لاوعي، “مرضى” بداء جلد الذات، من خلال تخندقهم خارج سياق واختيارات أمة بأكملها.
لم يكن منطق “خالف تعرف” أبدا الأسلوب الأمثل لإثبات الذات، ولا يتماشى مبدأ حرية التعبير مع الاستهزاء بأبناء المغرب، القادمين من العمق المغربي إلى العاصمة تلبية لنداء الوطن، فقط لأن الظروف حالت دون تمكنهم من التعليم والمعرفة، وعبروا عن حبهم للوطن بطريقتهم الخاصة المفعمة عفوية وتلقائية.
الذين يتهكمون على الشعب المغربي من وراء حاسوب، تناسوا أن الحروف التي تعلموها مجانا في المدارس والجامعات، دفع ثمنها عرقا وصبرا وتضحية من طرف الفلاح القادم من صقيع الجبل، والأم التي اشتغلت خادمة في البيوت و”طيابة في الحمام” من أجل تعليم أبنائها والجندي الذي استرخص دمه من أجل صون التراب و الدفاع عن كرامة المواطن.
إذا كانت المعرفة والثقافة مرادفا للجحود والتنكر للوطن وتسخيرا لمخططات أعدائه، فسحقا للحروف وتبا للأنامل التي ترقن العمالة، جاهلة أنه حين تستباح الأوطان تسقط الحرية ويكون من باعوها أول من يساق إلى ميادين الذل والعار والخذلان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى