الأخبار

كفانا الله شر الأحقاد !

لما نفتح الفضائيات العربية، لا نسمع سوى لغة الحقد والتهديد بالشر والوبال وقطع الأعناق ودعوات الثأر والانتقام، وهو ما ينذر باستحالة حدوث تغيير حقيقي بالمعنى الإيجابي في المجتمعات العربية التي عاشت وتعيش على إيقاع "ثورات الربيع العربي".
إنها لعنة السلطة التي لم تقم على أساس الديمقراطية وإرادة الشعب، بل قامت على القبلية والطائفية والدبابات، ولذلك علينا ألا نستغرب لضحالة الخطاب السياسي لتلك "الثورات" وافتقارها لمشروع بديل حقيقي، يحدث التحول بناء على مفاهيم المواطنة وقيم التحضر.
علينا ألا نستغرب أيضا ونحن نسمع عبارات التشفي على نزيف الدماء عند طرف أو أخر، لأن الرغبة في الانتقام سبقت الإرادة في تغيير يبني ولا يهدم بنيات البلدان وعمرانها.
في سالف الأيام، كان أحد أساتذتي في الثانوية يردد كثيرا أن" الخير الوحيد الذي يأتينا من الشرق هو نور الشمس، أما دون ذلك فتكفير وعصبية وتطرف".
استحضرت كلام هذا الأستاذ ووقفت على صوابه بعد استعراض علاقتنا مع الشرق، الذي عانقنا كل قضاياه عفو الخاطر، لكن لا أحد في هذا الشرق كلف نفسه نصرة قضيتنا الوطنية المشروعة.
يدفعنا ذلك إلى تقوية مناعة مجتمعنا أمام تيارات الشرق، والاعتماد فقط على موروثنا الهوياتي المتعدد والمنفتح القائم على قيم التسامح والمحبة، فلسنا ولم نكن ولن نكون أبدا وعاء لثقافة الحقد. هكذا نحن المغاربة، نختلف،ولكننا نلتقي في حب هذا الوطن والحرص على سلامة كل شبر من أرضه و صفاء كل قلب من قلوب أبنائه.
الرسالة وصلت !

محمد مشهوري

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى