قوتنا في وحدتنا
في ضوء أحداث الشغب التي جندت لها كمشة صغيرة مأجورة في مناطقنا الجنوبية، يتساءل أكثر من متسائل: لماذا لم يتحرك باقي الصحراويين المغاربة الوحدويين للرد على هذه الكمشة في الميدان؟
أكيد أن هذا التساؤل نابع من منطلق الغيرة وحدتنا الوطنية وعلى أمننا واستقرارنا، لكن الحكمة تقتضي عدم مواجهة قوى الشر بنفس السلاح، لأن الغرض الحقيقي للجهات التي خططت لضرب الاستقرار ومولت المشاغبين وزودتهم بالأسلحة البيضاء وبالمولوتوف يكمن في زرع الفتنة بين أبناء الوطن الواحد وجرهم إلى المواجهة المجانية.
لحسن الحظ ومن نعم الله على المغرب، أن أوتي أهله الحكمة والصبر وحسن التدبير.
يقول المثل "اللي في رأس الجمل في رأس الجمالة"، ونحن نقرأ ما يدور في رأس جنرالات المرادية والحالمين في الرابوني من مخططات في قمة الخسة والدناءة، ولن ننجر أبدا إلى الفخ المنصوب.
إخوتنا في الصحراء المغربية إكليل على رؤوسنا، يفرحنا ما يفرحهم ويحزننا ما يحزنهم، لأن المغاربة قاطبة من البوغاز إلى تخوم الصحراء أسرة واحدة تجمعهم روابط المواطنة والبيعة والدم من خلال المصاهرة. فالشعب المغربي لم يكن أبدا قائما ككيان على الإثنية.
مؤخرا، فقدنا في الحركة الشعبية مناضلة صحراوية مغربية أبا عن جد، بكتها الداخلة بحرقة كما بكتها بالحرقة نفسها وربما أكثر، الرباط وفاس وإيموزار مرموشة وخنيفرة والقصيبة وباقي مناطق المغرب.
الصحراء مغربية والمغرب صحراوي، فدع مثيري الفتنة في غيهم يعمهون.
رحم الله زهرة شكاف.