الأخبار

قواعد الانتقاد والاختلاف

من حق الناس الاختلاف حول مجمل القضايا التي تهم المجتمع، ففي الاختلاف رحمة، إلا أن هذا الأمر يجب أن يخضع لقواعد جوهرية تقضي بأن يكون النقاش واضحا غير ملتبس وبعيدا عن تخوين أو تكفير الآخر وتقويله ما لم يقله زورا وبهتانا.
تكمن معضلتنا الكبرى، ليس في المغرب فحسب بل هي عدوى أصابت هذا العالم الممتد من المحيط إلى الخليج، في تحول عدد من الأشخاص إلى "مالكين للحقيقة" وحدهم بدون منازع، لهم الأحكام المطلقة في الدين والسياسة والأخلاق.
وأنا أفكر في هذا "الطاعون" الذي انتشر في هذا الكيان الواسع، استحضرت العالم الجليل أحمد غازي الحسيني رحمه الله الذي كان يطل علينا في "ركن المفتي"، بشوشا يدعو إلى اليسر لا إلى العسر وإلى قيم التسامح والانفتاح وتفهم طبائع البشر، إلى أن ابتلينا بأن "الركن" أصبح "أركانا" للإفتاء تشبه البنايات العشوائية، بين من يفتي بالخضروات ومن يحرم جلوس النساء على الكراسي ومن يحرم الخلوة مع الحاسوب إلى غير ذلك من الترهات التي أساءت إلى صورة الإسلام والمسلمين.
في اعتقادي، وهذا رأي يلزمني بمفردي، فإن المكان الحقيقي لعدد من المتطفلين على الإفتاء هو المارستان،كذلكم الذي نشر له شريط على اليوتوب وهو على المنبر يخطب، حتى انتابته هستيريا جعلته يكسر، والعياذ بالله، لوحة خلفه تحمل اسم الجلالة. الشخص نفسه أقحم "ثوابت الأمة" لنشر الحقد والكراهية والرعب، في حين أنه يتحدث حقيقة عن "التوابيت" التي يريد أن يرسل بداخلها معارضيه إلى القبر.
هزلت ! اللهم ألطف بنا.

محمد مشهوري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى