Non classé

قراءة أولية في تشكيلة أعضاء المكتب السياسي الجديد للحركة الشعبية60 في المائة منهم ينتخبون لأول مرة وتعزيز حضور النساء والشباب

بانتخاب مجلسها الوطني للتشكيلة الجديدة للمكتب السياسي، باعتماد النمط اللائحي وصناديق الاقتراع، دشنت الحركة الشعبية لمرحلة جديدة في مسارها السياسي قوامها الديمقراطية الداخلية في أرقى تجلياتها، وهذا لا ينفي عن الحزب تشبعه بالممارسة الديمقراطية، منذ التأسيس، لأن الجميع على علم ودراية بارتباط نشأة الحزب بالشروع في ترسيخ الدولة المغربية المستقلة والعصرية على أسس الحرية والديمقراطية والتعددية والإيمان بالحق في الاختلاف.
إن إعمال الحركة الشعبية منذ التحضيرات الأولى لمؤتمرها الوطني الحادي عشر للمنهجية الديمقراطية البحتة، كان ذلك نتاجا للنجاح في تدبير مرحلة اندماج المكونات الثلاث للعائلة الحركية، وبالتالي، لم يعد بعد هذا الانجاز المتميز في المشهد السياسي المغربي، أدنى مبرر لاستمرار منطق التوافقات الذي أملته مرحلة ظرفية معينة.
ولعله من قبيل الموضوعية وإنصاف الذات الحركية، التذكير بأن اجتماع اللجنة المركزية المجتمعة في بوزنيقة يوم 19 دجنبر 2009، دشن للمرحلة الجديدة، من خلال النقاش الذي كان حادا في بعض الأحيان، وكذا الاستماع إلى كل الطروحات التي أجمعت على أن الديمقراطية اختيار لا محيد عنه. وعليه فإن ” بيان بوزنيقة” وما ترتب عنه أصبح ملزما للجميع.
فمن هذا المنطلق، وعلى هذا الأساس، سارت كل أطوار (ما قبل وإبان) المؤتمر الوطني الحادي عشر للحركة الشعبية، وكان من المنطقي جدا أن تتسم عملية انتخاب المكتب السياسي بمسحة ديمقراطية وبطابع التجديد، وبتصور جديد ووجوه جديدة، في انسجام مع طبيعة مجتمع يعرف تحولات ايجابية متسارعة في ظل العهد الجديد.
وهكذا، ومن خلال قراءة أولية لتشكيلة المكتب السياسي، نقف على أن 60 في المائة من أعضائه ينتخبون لأول مرة، علما بأن قلة منهم كانت حاضرة في المكتب السياسي بحكم الصفة فقط.
كما تمت تقوية حضور العنصر النسوي في القيادة من خلال انتخاب 5 نساء، 3 منهن يلجن المكتب السياسي لأول مرة، علاوة على حضور نسبة هامة من فئة الشباب.
وبهذا الاختيار الديمقراطي النابع عن الإرادة الحرة لأعضاء المجلس الوطني المشكل لبرلمان الحزب، تكون الحركة الشعبية قد كسبت رهان التحديث، من خلال مد قيادتها بدماء جديدة لها من المواطنة والوطنية والكفاءة والتكوين السياسي، ما يؤهلها لمواصلة المسيرة المشرفة للرواد الأوائل الذين ارسوا، بنضالهم وغيرتهم، ركائز الفكر الحركي.

محمد مشهوري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى