الأخبار

قبيل المؤتمر

مرة أخرى أعود إلى الهواجس القبلية والأثر الذي قد تتسبب فيه عند كل مترقب أو منتظر. وإذ أعرض للمرتقب، فلا شك أن هذا الأخير يمتلك سيناريوهات كثيرة وأحداثا قد تطال المؤتمر والمؤتمرين وله منها أو فيها بعض من المشاركات والمساهمات،وهي ما شاهدناه في كثير من المؤتمرات الحزبية، وسمعنا أنه في الأخير عصف الخلاف بجلها فأضحت وأصحابها نوعا من المهازل السياسية التي تعج بها معظم الصحف.
والصنف الثاني وهو المنتظر وهو النوع الذي لا قدرة له على الإسهام أو التغيير سواء بالسلب أو بالإيجاب، وهو نوع سهل الاختراق، إذ سرعان ما يتأثر بالأحداث والأغلبيات والتوجهات العامة، وتراه يبحث لنفسه بشكل من الأشكال عن الاستقرار مع مراكز القوة والضغط ليجد لنفسه مقعدا مريحا وبدون مشاكل.
سنكون مثاليين إذا ما افترضنا أن هذين النوعين قد لا يوجدان في حزب من الأحزاب، ولكننا سنكون واقعيين أكثر إذا ما طالبنا بوجود نوع أكثر قدرة على التفاعل والانسجام والتقويم والانخراط والدعم والمحاسبة والتشاركية. والتشاركية في قاموس المجال السياسي سلوك قلما تحظى به كل الأحزاب ،نظرا لحضور البعد النفعي المضر أو البشع عند البعض، لكننا في حزبنا نتصور التشاركية موجودة بحكم العلاقات الأفقية والبناءة التي تعود مناضلوه من خلالها على إيجاد أرضيات رحبة للنقاش .
إننا بصيغة التشاركية نقرب كل الفاعلين والمنخرطين من المسؤولية ونشركهم في القرار في بعديه الاجتماعي والسياسي، وتلكم بعض من أبعاد التشاركية التي لا تظهر آثارها إلا بعد انقضاء المؤتمرات والخوض في تنفيذ القرارات والتوصيات بشكل جماعي أو فردي.
إن هذه التشاركية هي الإيجابية بشكل أدق ومنها يخلق المناضل من جديد ويعود إلى صفوفه التي بدأت تتراخى أو تشيخ، فيرمم ما استطاع منها ويرأب الصدع ويحلل الأفكار ليمررها صافية المضامين أرضيات رأ وبدون تشويش ليتلقاها الفاعلون وينطلقوا بعد ذلك نحو البناء الهادف والتشييد.
إننا بهذا الطرح لا نحلم ولا نقتحم أسوار المدينة الفاضلة، بقدر ما نحيل على إمكانيات يتيحها المجال الإنساني السياسي الذي يملك فرصة الترقي إلى ممارسة أنبل انطلاقا من الاستشعار بالمسؤولية، والمسؤولية الحقيقية شعارها أن كل مناضل مسؤول من مكانه الذي يوجد فيه عن أشياء كثيرة.
فكيف إذن نتصور مؤتمرنا وقد تشبع مؤتمروه بفكر التشاركية والإيجابية، لا شك أن التدافع البناء سيطبعه والنتيجة سلفا معروفة: انتصار الجميع.وكل مؤتمر وأنتم بخير.

(*) مناضلة حركية

ذ. خديجة بركات(*)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى