في الصميم… كفى من الاسترزاق بالوطن
حمد مشهوريز
هو خطاب تاريخي وحاسم ومفصلي، يجسد مرة أخرى الإرادة القوية لجلالة الملك محمد السادس في مواصلة الحرب على الفساد والريع، وفضح كل من حولوا قضايا الوطن إلى سجل تجاري يكدسون من خلاله الغنائم على حساب شعب ضرب أروع الأمثال في التضحية والفداء من أجل عزة ورفعة المغرب.
فلأول مرة في تاريخ تدبير ملف الوحدة الترابية، وبالواضح الفصيح، يتم وضع الأصبع على الداء من خلال فضح المتاجرين بقضية مقدسة وأصحاب المواقف الحربائية المحتكمة إلى نواميس بورصة الارتزاق.
وإذا كان المغاربة الشرفاء قد استقبلوا مضامين الخطاب الملكي السامي، في الذكرى 39 للمسيرة الخضراء المظفرة، بكبير التجاوب والاعتزاز، لأن هذه المضامين نفذت إلى قلوبهم، وهم الذين لا تخل أسرهم من شهيد أو جريح أو جندي مرابط في الثغور، فإن هؤلاء المغاربة يجهرون بصوت واحد: معكم يا جلالة الملك في هذا المسار الوطني الكبير، قادرون على تحمل الجوع، لكن لن نتحمل المفسدين والخونة.
كما أن "لاءات الملك محمد السادس" الرافضة لكل تحوير لتعامل الشرعية الدولية مع النزاع المفتعل حول مغربية الصحراء، أكدت لمن لا يعرف المغرب والمغاربة، أننا شعب يستمد القوة والأنفة من شجاعة ملوكه ومن تفانيهم في خدمة هذا الشعب الذي يبادلهم الوفاء والمحبة الصادقين.
أما بالنسبة لبعض المحسوبين علينا من أبناء جلدتنا والذين باعوا أنفسهم للأعداء، فتكفيهم هذه الكلمات المعبرة لعل ضمائرهم تستيقظ:( كفى من الاسترزاق بالوطن) و(المغرب لن يكون أبدا مصنعا "لشهداء الخيان").
وتبقى لازمة المغاربة الأحرار: المغرب سيظل في صحرائه والصحراء في مغربها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.