شيع وفتن
لما التحق الرسول الأعظم محمد بجوار ربه، ترك صلى الله عليه وسلم للمسلمين خاصة والإنسانية كافة القرآن الكريم وسنته الكريمة، أما الطائفية والمذهبية المتلونة فلم تكونا سوى بدعة من صنع من استهواهم الحكم.
معركة صفين الشهيرة بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان، وما نتج عنها من كوارث ومذابح من أجل السلطة، كانت البدرة الأولى التي فتحت المجال لبروز التشيع كظاهرة سياسية في جبة دينية، تبناها الفرس فيما بعد من أجل تصفية حسابات تاريخية مع بلاد العرب.
استحضار هذا التفصيل التاريخي البسيط، يسهل علينا فهم الدور الإيراني في المنطقة العربية ومحاولة سلطة "ولاية الفقيه" فرض هيمنتها على الخليج العربي، في أفق نقل العدوى إلى باقي بلاد الإسلام، علما أن المغرب، بسبب محافظته على الإسلام الأصيل، قرآنا وسنة نبوية، شكل دوما شوكة في حلق الملالي، من الخميني إلى خامنئي.
التهديد المباشر يبدو جليا، في الوقت الراهن، من خلال احتلال إيران للجزر الإماراتية، وأيضا عبر دور طهران في تأجيج الأوضاع في مملكة البحرين، حيث بلغ التخلف الأعمى أوجه بمحاولة أشياع "ولاية الفقيه" منع تظاهرة رياضية عالمية تحقق الإشعاع والرواج الاقتصادي للبحرين.
وإذا كان "التشيع" الفارسي المنشأ هو رأس الفتنة، فإن "الاجتهاد" المبالغ فيه في أكثر من مجال بعدد من الأقطار المسلمة، من شأنه أن يثير المزيد من الانقسامات والفتن وفتاوى المنع والإباحة وفق المزاج، مع ما ينجم عن ذلك من تشويه لصورة الإسلام السمح المنفتح المبني على الحرية "لا إكراه في الدين" في عيون الخارج، علاوة على أن الترهيب يكرس ظاهرة "الإسلاموفوبيا" ويشكل ضربة لاقتصادياتنا الهشة أصلا.
محمد مشهوري