الأخبار

شعارات وإثارة

لا يمكن أن يمر حدث احتجاج مجموعة من المواطنين وليس “البلطجية” أمام مقر الزميلة “أخبار اليوم” يوم الأحد الماضي، مرور الكرام. فمبدئيا، لا يسعنا سوى رفض كل خطوة غير مسؤولة تستهدف الزملاء، مهما اختلفنا معهم، ونعتبر أن الاحتجاج على خط تحرير صحيفة معينة يجب أن يتم بطرف حضارية من قبيل ممارسة حق الرد كتابة، هذا إن كان هذا المنبر أو ذاك يقبل الرأي والرأي الأخر أو مقاطعة اقتنائها من الأكشاك.
ما علينا، نتمنى ألا تتكرر مثل هذه المشاهد التي لا تتماشى مع مستوى تحضر المغاربة ومع نباهتهم التي جعلتهم يشكلون استثناء حقيقيا ومستحقا في مجال تدبير التحولات المجتمعية.
إننا دولة حق وقانون وحرية وتمسك بالثوابت، وهذا هو الحصن الحصين الذي يجعل الشعب المغربي يتعفف ويتعالى عن المبالاة ببعض الشعارات غير المسؤولة التي ترفعها قلة قليلة في بعض المسيرات التي أفرغت من محتواها الإصلاحي النبيل، فهذا الشعب يدرك بعمق أن صبيانية الشعارات لا تصنع الثورات بمفهومها الإيجابي، لأن الثورات الحقيقية التي حققها المغرب ( ثورة الملك والشعب، المسيرة الخضراء، دستور 2011 ) تمت بتوافق واسع يجسد روح الوطنية والمواطنة.
من حق نوع من الصحافة ببلادنا أن يختار العناوين المثيرة،حتى وإن كانت كل مواضيع الإثارة قد استهلكت من فرط التكرار والفبركة و طرق “الطابوهات”، في المقابل على القارئ ورجل الشارع أن يشغل ذكاءه ويميز بين الخبر الصادق وبين “أخبار” تخدم أجندات معينة لم تعد تخفى على أحد.
صدق من قال “دعهم يقولون، ماذا يقولون،إنهم يقولون”. العناوين المثيرة لا توقف المسيرة. للبيت رب يحميه.

محمد مشهوري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى