رسالة إلى “بشار”: إرحل !
ليست من قبيل العادة مخاطبة رؤساء الدول من منابر مفتوحة، لأن للوضع الاعتباري مستلزماته، وهكذا تربينا في المغرب على احترام قادة البلدان الشقيقة والصديقة كما جبلنا على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لهذه البلدان، لكن تفاقم الوضع السوري يفرض منحى آخر.
للتاريخ والحقيقة، كان من بين العرب عدد من المعجبين ببشار الأسد، طبيب العيون الشاب والمثقف والخطيب اللامع، لكنهم لم يتصوروا أبدا أن تهتز هذه الصورة وتنكسر في مستنقع يفيض دما يوما بعد يوم.
كان الجميع ينتظر، ومنذ الوهلة الأولى لانطلاق الانتفاضة الشعبية في سوريا، أن يحتفظ الدكتور بشار بالصورة التي ظهر بها في مستهل حكمه ويستجيب لمطالب الشعب بالديمقراطية والحرية والكرامة، لكنه اختار الاستقواء ب"الشبيحة" وبحماية عملاقين من عمالقة مجلس الأمن.
لقد طبق بشار، منذ البداية، نظرية "زنكة، زنكة" وترجمها إلى اللهجة السورية "حارة، حارة"، غير واضع في الحسبان أن هذا التعنت سيوصله إلى مصير الساكن السابق لباب العزيزية.
منذ أيام، دقت طبول الحرب بوابات دمشق، وبالأمس هز انفجار مقر الأمن القومي السوري ولقي وزير دفاع بشار حتفه، وهو ما يؤشر على أن "قصر الشعب" وهو في الحقيقة قصر بشار أصبح هدفا سهل المنال.
لا أحد يريد مزيدا من وديان الدماء في حالة حصول نهاية دموية لبشار وأسرته، لذلك لم يتبق أمامه سوى اتخاذ القرار الصائب الوحيد في حياته: الرحيل ولا شيء غير الرحيل.
إرحل يا بشار قبل فوات الأوان !
محمد مشهوري