الأخبار

رباط غير كاثوليكي

فك الحركة الشعبية الارتباط مع “التحالف من أجل الديمقراطية” قرار لا يحتمل سوى قراءة موضوعية تحتكم إلى المنطق والعقل وتستند إلى استحضار سياق نفد فيه صبر المغاربة من تحمل مشهد سياسي ملتبس وغارق في الضبابية.
لما قررت الحركة الشعبية، مباشرة بعد إقرار الدستور الجديد، الدخول في تحالف الأحزاب الثمانية، كان وازعها الوحيد المساهمة في التمهيد لقطبية حقيقية عمادها البرنامج والالتفاف حول مشروع مجتمعي واضح المعالم، لكنها في الوقت ذاته كانت واضحة بخصوص حريتها في اختيار التموقع المناسب بعد الانتخابات، واعتبرت أن علاقة التحالف ليست زواجا كاثوليكيا أو “إقامة جبرية” مؤبدة.
هذا الوضوح في الرؤية وفي الخطاب وفي تصريحات قيادة الحزب هو الذي أعطانا مصداقية في أعين الجميع، خاصة أننا جهرنا بالقول منذ البداية أن تحالفاتنا ليست موجهة ضد أحد. فمن خصوصيات الحركية الشعبية ذلكم النبل واللباقة في التعامل مع كل الفرقاء السياسيين، وهو ما جعلنا نبقى في منأى عن المعارك الكلامية التي تجاوزت، في كثير من الأحيان، الحد المسموح به أخلاقيا في لغة التواصل السياسي.
لقد كبدنا “جي 8” الكثير عدديا خلال الاستحقاقات الأخيرة، كما لم نستشر حتى للعلم بالشيء من طرف بعض مكوناته التي اختارت الاصطفاف في المعارضة، بل سمعنا من البعض -سامحهم الله – لمزا بلغة التلميح ولم نرد احتراما للنبل الذي يسكن ذاتنا السياسية.
ولأننا على هذا السلوك القويم مجبولون، راعينا ساعة اتخاذ قرار فك الارتباط، اختيار الصيغة المناسبة لإخبار “حلفاء الأمس القريب” بقرار ليس موجها ضد أحد، بل يرسخ إيماننا بوحدة الخطاب والموقف وعدم ازدواجية التموقع.
محمد مشهوري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى