دعوا “الختيار” يرتاح في قبره
مع العودة إلى إثارة أسباب وفاة الزعيم الفلسطيني الكبير ياسر عرفات، والدعوة إلى نبش قبره لتحليل رفاته، أستبعد أن تتم معرفة "الفاعل "الحقيقي، لأنه حتى ولو تبث أن أبو عمار مات مسموما، يصعب الوصول إلى الجاني، لأن التاريخ عرف اغتيالات سياسية ظلت لغزا غامضا لن يكشف عنه سوى يوم يقوم الحساب.
شخصيا، وأتمنى أن أكون مخطئا، أشك في نوايا الجهة الإعلامية التي قامت ب"التحقيق" والنبش في ملابس القائد الراحل، خاصة وأن للجهة الإعلامية "الموضوعية جدا" سوابق عديدة في صب الزيت على النار العربية.
إن اختيار ظرفية تدشين المصالحة بين الفرقاء الفلسطينيين في رام الله وقطاع غزة، بعد سنوات القطيعة والصراع على السلطة، للنبش في وفاة عرفات، أمر مثير للشكوك، فليس هنالك ثمة شك في أن أصابع الاتهام ستوجه إلى الجهات المقربة من الرئيس الراحل ( حرسه الخاص، رفاقه في قيادة منظمة التحرير وفتح..)، وقطعا ستعم الفتنة من جديد أطياف الشعب الفلسطيني، وهو الأمر الذي لن يخدم القضية التي أفنى من أجلها أبو عمار حياته.
بمنطق العقل والإيمان، سيكون لنبش الرفات إساءة لذكرى عرفات، الذي ضمن، في كل الأحوال مصير الشهداء، شأنه في ذلك شأن رفاق دربه الذين سبقوه في ساحة الفداء من أمثال خليل الوزير وناجي العلي وغسان كنفاني…
إن خير ما يكرم به عرفات وهو في الدار الأخرى هو ترسيخ وحدة الصف الفلسطيني وليس البحث عن فتن تشغل عن تحقيق الحق المشروع في الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
رجاء…دعوا "الختيار" يرتاح في قبره، والله وحده سيظهر حقيقة الخلق في يوم موعود.
محمد مشهوري