الأخبار

خطاب العيون.. وسام على صدور كل المغاربة

محمد مشهوري:

شكل الخطاب الملكي من مدينة العيون، في الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، لحظة تاريخية عظيمة بالنسبة للشعب المغربي قاطبة من الشمال إلى الجنوب، حيث عبر بالواضح عما يختلج في صدور المغاربة من عزم راسخ على وضع حد نهائي لتعنت حكام الجزائر ومعاداتهم للوحدة الترابية للمغرب.
فبصفته رمز الأمة المغربية، أعلن جلالة الملك، بكل شجاعة وصراحة، أنه لم يعد للمغرب متسع للصبر على السلوك العدائي للجزائر، التي تأوي وتمول وتسلح جماعة من الانفصاليين، على حساب معاناة ساكنة مخيمات تندوف التي تعاني الويلات من فقر ومرض وتخلف، في حين يكدس متزعمو الانفصال الأموال في البنوك الأجنبية.
لقد كان خطاب العيون، خطابا لعزة وكرامة مواطنينا المحتجزين في تندوف، ونداء صادقا لتخليصهم من المهانة والذل، كما فضح بالأرقام والوقائع ما يمكن أن نسميه تعاملا عنصريا لحكام الجزائر مع ساكنة مخيمات تندوف.
ليس من رأى كمن سمع، فمن قلب العيون، عاين كاتب هذه السطور الواقع الميداني، حيث عاش سكان العيون وباقي الأقاليم الجنوبية، عيدا وطنيا مشهودا، وفرحة عارمة بالزيارة الملكية الميمونة التي، علاوة على رمزيتها السياسية، حملت مخططا تنمويا ضخما يعزز ما تحقق في هذه الربوع العزيزة من منجزات منذ استرجاعها إلى حضن الوطن.
إن خطاب جلالة الملك، وهذا إحساس حقيقي، كان وساما على صدور كل المغاربة، خاصة الأجيال الجديدة التي لم يكتب لها المشاركة في المسيرة الخضراء سنة 1975، كما هو وسام ثان لمن شارك في تلك الملحمة الخالدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى