الأخبار

حسابات الوطن أولا

محمد مشهوري

العمل الدبلوماسي الحقيقي هو الذي يراعي مصلحة الوطن قبل أي اعتبار آخر، ولا يجب أن يكون للعواطف والميول والمعتقدات الذاتية أي تأثير في هذا المجال، لأن الدبلوماسي لا يمثل نفسه أو جماعته، بل على كاهله مسؤولية تمثيل دولة برمتها والسهر على صون مصلحتها، مع ما تفرضه طبيعة العمل من واجب التحفظ والكياسة واختيار التعبيرات اللائقة.
وليست الدبلوماسية في الديمقراطيات حكرا على السلك الدبلوماسي فحسب، بل يعتبر كل فرد أو جماعة أو حزب، في إطار المقاربة التشاركية، فاعلين في المجال الدبلوماسي، عليهم استحضار مصلحة الوطن الذي يجمع الكل حين اتخاذ موقف أو الإدلاء بتصريح أو القيام بأدنى إشارة.
إن العجلة الزائدة والحماس المفرط والحشرية ( الفضول) غير المعقلنة في التعامل مع ما يعرفه العالم من أحداث، لمن شأن هذه السلوكات جلب الضرر أكثر من المصلحة، خاصة وأننا كنا في عدد من المناسبات وعبر السنوات، نواجه العداء والجفاء ونحن ندافع عن حقنا المشروع في الوحدة الترابية، ولم نكن نجد من سند غير حلفائنا التقليديين من منطلق المبدأ والتمسك بالشرعية والحق، وبالتالي والحالة هذه، لن نسمح لأي كان، ولو لم يكن مسؤولا، بأن يصدر عنه ما يسئ إلى أشقاء نجدهم على الدوام بجانبنا في السراء والضراء.
وإذا كانت المناسبة شرط كما يقال، وذلك في ضوء مستجدات الوضع السوري، فإنني لا أجد موقفا أكثر دبلوماسية ونبلا وتأثيرا، على صعيد العالم بأسره، من موقف جلالة الملك الذي قام بزيارة ميدانية إلى مخيم الزعتري للاجئين السوريين بالأردن. فتلك هي المواقف التي تخدم صورة البلد وتعطيه مصداقية وصيتا محمودا في كل الأرجاء، وهي المواقف التي يجب أن تكون قدوة لكل المغاربة…فكلنا سفراء لهذا الوطن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى