الأخبار

بكل مسؤوليةالأمازيغية بين الثقافي والسياسي

منذ خطاب أجدير الشهير والذي تم بموجبه الإقرار بالأمازيغية كمكون للهوية المغربية يجب رد الإعتبار له،وكذا إدماجها في الحياة اليومية للمواطن المغربي، وما تأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية إلا إشارة فعلية وعملية لترسيخ الديمقراطية وتوسيع مجال الحريات وحقوق الإنسان،هذا الأخير الذي تعتبر الأمازيغية، لغة وثقافة إحدى النقط السوداء التي كان يعلق ولايزال البعض غسيله، مستغلا تخاذل الإدارة في تطبيق مقتضيات خطاب أجدير، وما الحراك الذي تعرفه مؤخرا الساحة السياسية الوطنية والدولية والركوب عليه من أجل تحقيق مصالح شخصية ذاتية لا أقل ولا أكثر -أقول- لخير دليل على فشل سواء الإدارة أو الحركة الثقافية الأمازيغية نفسها في إحتواء المطالب التي كانت محددة سابقا،فيما هو ثقافي ولغوي لتتعدى إلى ماهو سياسي وعرقي أحيانا في محاولة من بعض الأطراف الخارجية والداخلية كذلك لإضعاف الدولة المغربية، وخلق التفرقة بين المغاربة لتشتيت الوحدة الداخلية للشعب المغربي.
إن المسيرة التنموية التي يعرفها المغرب،أصبحت تضايق العديد من الجيران مما يجعل بلدنا محط أنظار هؤلاء،ساعين إلى عرقلة هذه المسيرة، عبر أشخاص ذاتيين أو حركات وهمية لاشعبية تخدم-عن قصد أوعن غيرقصد-أجندة أعداء وحدتنا الترابية، فبعدما انساق البعض في معانقة الصهيونية وفتح أذرعهم لها بخلق وصناعة جمعيات للصداقة مع إسرائيل محاولين الإستقواء بها رغم أنهم يعرفون حق المعرفة مدى عنصرية هذه الدولة.
يطل علينا البعض الآخر وفي فترة حرجة يجتازها المغرب، وفي الوقت الذي نحتاج فيه إلى تظافر الجهود من أجل لم الشمل وتقوية الجبهة الداخلية لمواجهة أعداء وحدتنا الترابية،أقول-يطل علينا بعض الإخوة سامحهم الله بحركة تطالب بالحكم الذاتي بمنطقة الريف التي تعرف نهضة نسوية وبسرعة قوية أصبحت تضايق مصالح بعض الدول المجاورة بالمنطقة المتوسطية،هذه الحركة التي يقيم جل أعضائها بأوروبا الموحدة، والتي تسعى إحدى دولها إلى تقسيم المغرب وتقزيم دورة الريادي سواء الإقتصادي أو السياسي بالمنطقة.
إن إستغلال البعض للهامش والإنفتاح الديمقراطي الذي يعرفه المغرب خلال السنوات الأخيرة لطرح أفكار لايعرفون مدى عواقبها المستقبلية على الوحدة المغربية،لايمكن تقبله،أو الإستهانةب ه، بل يجب أخذه مأخذ الجد من قبل الجهات المسؤولةلاحتواء مثل هذه الإشارات التي جاءت نتيجة فشل المعهد الأمازيغي في سياسة إدماج الأمازيغية لغة وثقافة في الحياة العمومية للمواطن المغربي.
إذ في الوقت الذي كانت فيه الحركة الثقافية الأمازيغية تنحصر مطالبها فيما هو ثقافي ولغوي تطور الأمر لتصبح مطالب البعض سياسة جاعلين من الأمازيغية مطية لتحقيق أهداف ضيقة.
هناك محاولة لبلقنة المغرب من قبل دول حاقدة لازالت تحكمها عقليات إستعمارية عسكرية، وهذا ما يجب الإنتباه إليه من قبل الشعب المغربي سواء العرب أو الأمازيغ،ووحدته في إختلاف وغنى ثقافته بشتى تلاوينها، وبالتالي يجب التصدي لكل محاولات خلق التفرقة بين الأفراد والشعب المغربي،أو بلقنة أرضه،والمضي قدما في ترسيخ الديمقراطية والجهوية الموسعة لكبح جماح الأطماع الأجنبية وعملائها المفترضين في الوحدة الوطنية والترابية للمملكة المغربية.-

حفيظ الزهري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى