الأخبار

امتحان الشفافية

قد نتلمس الأعذار لبعض الصحافيين في الماضي القريب منه والبعيد، حين كانوا يرتكنون، بعد أن توصد أمامهم أبواب الخبر، إلى التخمينات وتقديمها بزي الحقيقة باستعمال اللازمة الشهيرة “مصدر مسؤول”، لكننا هذه الأيام، نجد أنفسنا حيارى أمام سلوك بعض الزملاء في الصحافة المكتوبة والالكترونية، الذين يقدمون كل يوم “تشكيلة”، بل أكثر من ذلك يسلطون “الغضب” على من يشاؤون ويسبغون “الرضا” على من يهوون، وللناس في ما يعشقون مذاهب.
يحدث هذا على الرغم من أن لقاءات رئيس الحكومة المعين بوسائل الإعلام أصبحت شبه يومية، حيث يحرص على الإخبار بكل كبيرة وصغيرة، وهو ما يطرح إشكالا مهنيا على قدر كبير من الأهمية، يخص حق المواطن في صحافة تنوره بعيدا عن التكهنات و التأويلات التي ما أنزل الله بها من سلطان.
هذا المعاينة الأخوية والودية تفرض علينا كصحافيين أن نواكب التغيير الإيجابي الذي يتقدم المغرب على مساره، ونقدم للرأي العام الحقائق من مصادر مسؤولة حقا ولا تخفي الهوية، لأن دور الصحافة جد أساسي كشريك في الحياة السياسية، ولا يمكنها أن تضطلع بهذا الدور بتكريس التشكيك في النوايا وطرح القراءات عفو الخاطر والمزاج ونشر أي كلام.
محمد مشهوري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى