الأخبار

الموت واحدة والأسباب متعددة

محمد مشهوري :

على الرغم من رهبة الموت وقسوته، يقتضي منا منطق الإيمان التسليم بإرادة الخالق عز وجل وبمشيئته التي لا راد لها، وفي القرآن والسنة ما يبرهن على أن الأعمار بيد الله، وبأن الطريقة التي يلقى بها الإنسان ربه مقدرة في اللوح المحفوظ.

أمام منطق الإيمان هذا تنتفي كل محاولات التأويل البشرية، والتي تناسلت مؤخرا بعد فاجعة وفاة المرحوم عبد الله بها، وزير الدولة في حادث دهس بالقطار.
نعم، يتفهم المرء هول الصدمة والظروف التي ودع فيها الفقيد هذه الدنيا الفانية، لكن من غير المقبول والمعقول أن تعمق تعليقات بعض الناس في مواقع التواصل الاجتماعي وحتى في الصحافة، جراح عائلة الفقيد ومحبيه، باختلاق سيناريوهات عفو الخاطر وحسب المزاج، حيث تقمص البعض صفة المحقق في الشرطة العلمية والباحث في علم الإجرام تطاولا وتطفلا.
لقد كان الرجل محبوبا ولا أعداء أو خصوم له، وطنيا مخلصا لثوابت الأمة، وفي جنازته الحاشدة التي حضرتها كل الأطياف والشرائح ما يؤكد ذلك.
إن الإنسان مهما كبر شأنه معرض للموت في كل لحظة، وقد يكون الموت على الفراش أو فجأة في حادث. فالراحل علي يعتة الذي كان هو الآخر يحظى بمحبة وتقدير الجميع توفي في حادث سير، وكذلك الوزير الأسبق عبد الرزاق مصدق… واللائحة الطويلة.
رجاء، دعوا المرحوم سي عبد الله بها يرتاح في قبره بين يدي خالقه بالطريقة التي شاء عز وجل، ولندع له بالرحمة والمغفرة ولأسرته وذويه بالصبر والسلوان.
"إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ". صدق الله العظيم.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى