أنشطة حزبية

العنصر يُحذر من انقراض الأمازيغية ويَـنتقد عجز الحكومة عن تنزيلها وكلاب يَـدعو إلى تصحيح كتابة التاريخ المعربي وعدي يُطالب بأمازيغية النموذج التنموي

حزب الحركة الشعبية كما كان من الأوائل المدافعين عن الأمازيغية سيظل على نفس النهج حتى تأخذ مكانتها في جميع مناحي الحياة

سلا/ صليحة بجراف

حذر محند العنصر رئيس حزب الحركة الشعبية، مساء السبت بسلا، من انقراض اللغة الأمازيغية، قائلا:”عندما يكون التنافس اللغوي قويا، فإن اللغات الضعيفة ‘كتاكول العصا’ “.

واستدرك العنصر موضحا:” لا اقول أن اللغة الأمازيغية ضعيفة، وإنما لم تأخد حقها من الاهتمام لأن السياسة الحكومية لم تعطي لها الدعم اللائق ربما لأسباب سوسيولوجيا أو تاريخية، مما قد يجعلها غير قادرة على الصمود، خاصة في ظل تأثيرات العولمة وتحدياتها “.

وأضاف العنصر، في مداخلة خلال  افتتاح أشغال الندوة الفكرية، التي نظمتها الحركة الشعبية في إطار الإحتفالية الوطنية للحزب بالسنة الأمازيغية 2974 تحت شعار” الأمازيغية بين المرجعية الدستورية وإكراهات التنزيل”، (أضاف) :” الملاحظ اليوم الكل يتحدث عن سبل إدخال اللغة الانجليزية ولغات أخرى إلى التعليم مثلا، فأين الامازيغية من هذه الإستراتيجية”.

وفي هذا الصدد، أكد العنصر أن العشرات من اللغات الأصلية عبر العالم تموت سنويا.

وتابع العنصر: “صحيح أن اللغة الأمازيغية، لغة متجذرة في المجتمع المغربي، لأنها ليست لغة الاقليات ، لكن يجب الحفاظ عليها، انطلاقا مساهمات الجميع من الأسرة والأحزاب  المدافعة وحتى الحركة الأمازيغية”، مسجلا أن الحكومة مطالبة  بتجسد كل ما جاء في دستور المملكة وما يريده جلالة الملك للأمازيغية.

وأردف العنصر متابعا:” صحيح، تحقق الكثير من المكاسب بخصوص الأمازيغة، لكن في المقابل، ينتظرنا الكثير أيضا”.

وفي هذا الصدد، قال العنصر إن المكاسب، انطلقت منذ خطاب اجدير التاريخي في 2001، مرورا بإنشاء المعهد المكي للثقافة الامازيغية إلى  إدخالها  إلى المدارس ، وإن كان بطريقة خجولة، وإنشاء قناة إمازيغية وصولا إلى دستور المملكة، الذي جعلها لغة رسمية إلى جانب العربية، وتتويجها بالقرار الملكي  السامي، الذي جعل رأس السنة الأمازيغية عيدا وطنيا وعطلة رسمية مؤدى عنها إلا أنه لازلنا نعيش غياب رؤية واضحة لتجسيدها في الجميع مناحي الحياة.

وفي هذا الإطار، انتقد رئيس حزب الحركة الشعبية استراتيجية الحكومة العاجزة عن ترجمة دستور المملكة وتطلعات جلالة الملك بخصوص ترسيم الامازيغية، مشيرا إلى أن المغرب غني بروافده يجب الدفاع عليها لأننا كلنا مسؤولين كما يجب على الحركة الامازيغية ان تستمر في نضالها على الأمازيغية، فبلادنا فيها لغتين رسميتين، العربية والامازيغية، ومن مسؤولية الحكومة الحفاظ على التعدد اللغوي،  مؤكدا أن حزب الحركة الشعبية كما كان من الأوائل المدافعين عن الامازيغية سيظل على نفس النهج حتى تأخذ مكانتها في جميع مناحي الحياة المجتمعية.

 الدعوة إلى تصيح كتابة التاريخ المغربي

من جهته، انتقد المؤرخ الدكتور عبد الخالق كلاب كيفية كتابة التاريخ المغربي، قائلا:” لا توجد كتب تاريخية تبرز تاريخ المغرب وما يوجد هو مجرد “منوغرافيات” أو كتب تؤرخ لسلالات، ويبقى الأمل في الكتب التركيبية، لكن المشكل، حتى هذه الأخيرة ألفت بنظرة مشرقية أو بمنظور أيديولوجي، أجنبي وهذا خطير”..

وشدد كلاب، في مداخلة تمحورت حول “قراءة في تاريخ المغرب” على أهمية تصحيح كتابة التاريخ المغربي، بكتابه من مركزية مغربية مع الحرص على اعادة النظر في المفاهيم.

وتابع كلاب أنه، للأسف، هناك حقبة تاريخية من المغرب غير مدونة كما أن التاريخ الذي ندرسه لأبنائنا في المدارس، يخلق منهم مغاربة يعيش بهوى مشرقية أو أجنبية غربية أكثر مما هو مغربي وهذا يجب تصحيه.

دور المرأة الأمازيغية في دواليب الحياة

من جهتها، زبيدة فضايل (باحثة في الثقافة الأمازيغية) التي تناولت موضوع “المرأة الأمازيغية بين الماضي والحاضر”، أبرزت الدورالأساسي في تحريك دواليب الحياة بفضل خبرتها ومهارتها الفائقة في  مختلف المجالات ، وفي الصدارة الحفاظ على الهوية الأمازيغية المغربية، وتولي شؤون قبيلتها في الإدارة واستلام زمام الأمور في أوقات السلم والحرب،  مسجلة أن المرأة الأمازيغية ظلت متشبثة بأصالتها وعراقتها عبر التاريخ، واستمرت في متابعة العادات والتقاليد وساهمت في حفظ التراث والفن والثقافة الأمازيغية.

لا يجب جعل الإحتفال برأس السنة الأمازيغية تسخة11 يناير

أما المحامي والناشط الأمازيغي، أحمد أرحموش،  فقد حذر من جعل مناسبة احياء رأس السنة الأمازيغية نسخة من الإحتفال  ب11 يناير، أي مجرد عطلة وطنية رسمية مؤدى عنها،  قائلا:” نريد أن تكون المناسبة عرف لتقديم الحصيلة من أصحاب الشأن العام حول ما تحقق وما بقي  حتى نوقف  الزحف نحو الانقراض”.

وأوضح أرحموش أن الأمازيغية في طريقها إلى الإنقراض، مستدلا بخلاصات نتائج الاحصاء  الذي أجرته المندوبية السامية للتخطيط، من 2004 إلى2014 ، قائلا سنرى نتائج الإحصاء المقبل ، مشييرا أيضا إلى العديد من الأعراف والتقاليد المغربية انقرضت وأخرى في طريق الانقراض

كما انتقد أرحموش في عرض تناول فيه “الأمازيغية بمغرب اليوم، وسبل وقف نزيف الإتقراض؟”، (انتقد ) أيضا كيفية تدبير الحكومة  لتجسيد الأمازيغية في الواقع المعاش، متسائلا عن الميزانية التي تصرف، أين تذهبت موردا أيضا، بعض الاختلالات في تدريس الأمازيغية والإعلام وغيرها.

أمازيغية النموذج التنموي

بدوره، أكد عدي السباعي الناطق الرسمي باسم حزب الحركة الشعبية، أن الحركة الشعبية لا تريد الأمازيغية  الموسمية ، بل تريدها طيلة السنة، مطالبا بضرورة تصحيح كتابة التاريخ المغربي الذي يمند إلى أكثر من 33قرنا ومراجعة الكتاب المدرسي والتشريعات وغيرها.

وأضاف عدي السباعي أن دلالات الاحتفال بالسنة الأمازيغيبة التي تجسد مغرب التنوع يسائلنا عن مراجعة القوانين ومن ضمنها ترسيخ الهوية المغربية القائمة على التنوع بمقاربات قوامها كيفية بناء الوعي بالذات أي من نحن انطلاقا  من سؤال لماذا تعثرت نهضتنا الامازيغية.

عدي السباعي الذي تناول محور “أحرضان والأمازيغية :ذاكرة ومسار وأفق”، ذكر بأن حزب الحركة الشعبية، كان  أول من أصدر أول مجلة تحمل اسم(أمازيغ) في وقت كان يمنع الحديث بها، فما بالك الكتابة بها او الدفاع عنها.

وتوقف عدي السباعي عند بعض المكاسب  التي تحققت خلال المرحلة الأخيرة، إلا أنه في المقابل، أكد أن المغاربة يتطلعون إلى أمازيغية النموذج التنموي والسياسة العمومية، وليس أمازيغية الصناديق، وبمرجعيات تشريعية متقدمة،  لكن من رفض الترسيم من الصعب أن يقبل التنزيل، في إشارة إلى معارضة أحزاب الأغلبية المشكلة للحكومة لترسيمها.

وعن الراحل أحرضان، الذي اعتبره عدي السباعي “تاريخ يمشي على رجليه” سلط الضوء عن بعض محطاته النضاليه من أجل الأمازيغية، قائلا إنه بصدد تحضير كتاب حول مسار هذا القيدوم الحركي وأحد رجالات الدولة ورموز السياسة البارزين في تاريخ المملكة، مسجلا أن سيرة الرجل وتاريخه الحافل، أكبر من أن يختزل في موضوع لأنه يشكل الذاكرة النضالية والسياسية لمغرب الاحتلال ومغرب الاستقلال، مبرزا قيمته التاريخية والعلمية والسياسية والنضالية والإبداعية، اعتبــارا لما اضطلع به الراحل من أدوار في زمن الحماية، وما تقلده في زمن الاستقلال من مناصب وما اضطلع به من مسؤوليات.

تجدر الإشارة إلى أن الندوة الفكرية التي تميزت بمداخلة محمد أوزين، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، التي تلاها نيابة عنه إدريس السنتيسي رئيس الفريق الحركي بمجلس النواب، وتخللتها أهازيج وقراءات شعرية أمازيغية، حضرتها شخصيات سياسية عن حزب الحركة الشعبية ومنظماته الموازية، وفعاليات مدنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى