العمود الثامن الصحافي المواطن

محمد مشهوري

الصحافي قبل أن يكون كذلك هو مواطن بالدرجة الأولى، عليه واجب الدفاع عن الوطن وعن قضاياه المشروعة، بدل الاكتفاء بدور "الملاحظ الموضوعي" بذريعة " الحياد" و" المهنية" المفترى عليهما.
للتوضيح فقط، لا نقصد أو نرمي بتاتا أن يتحول الصحافي إلى ملمع للصورة أو أداة للبروباغندا، ولكن عليه الانحياز إلى قضايا الوطن بكل صدق ونقل الحقيقة لمواجهة التضليل الإعلامي لأعداء البلاد، فمن المؤسف جدا أن تميل بعض المنابر الالكترونية المغربية كل الميل إلى طروحات الخصوم دون أن تمنح نفس حيز التعبير لصوت المغرب. مثلا، في الوقت الذي أصبحت هذه المنابر مصدرا ومرجعية لإعلام الانفصاليين في تندوف ولبعض الصحف الجزائرية الناطقة بصوت "أسيادها" في المخابرات العسكرية، لانجد في إعلام الجزائر صدى للصوت المغربي.
على إعلاميينا أن يدركوا أن سر التحامل على بلدنا يكمن في حقد الجيران وغير الجيران علينا بسبب أجواء الحرية والديمقراطية التي نعيش في ظلها، وبأن ما يقع من تشويش إعلامي دافعه ضرب استقرار البلاد، والذي بدونه لا تستقيم الحرية.
إن مصلحة الوطن علينا أسمى من كل "سبق صحفي" أو "إثارة"، وعلى بعض الصحافيين المغاربة، قصد التجربة فقط، محاولة نشر وجهة نظر مغربية في الصحف الجزائرية، وسيدركون أن طلبهم مرفوض، لأن شعار هذه الصحف هو العداء المجاني للمغرب ولتذهب المهنية والموضوعية إلى الجحيم.