الأخبار

العمود الثامن الإعلام واستباق الأحكام

محمد مشهوري

لا أحد يرضى بأن تهان كرامة مواطن ما، تحت أي ذريعة من الذرائع، لأن الله سبحانه وتعالى كرم الإنسان قبل أن تكرمه الشرائع والقوانين الوضعية، إلا أن هذا الاقتناع لا يبيح أيضا لأي كان، حتى لو كان حقوقيا أو صحافيا، أن يحل محل سلطة القانون ويصدر الأحكام قبل التحقيق والتثبت من صحة الوقائع.
"واقعة ميدلت" التي فتح فيها الوكيل العام للملك بحثا، يجب أن تكون لحظة مفصلية في مجال إعمال البحث النزيه، بعيدا عن "الشوشرة" الإعلامية وتهييج الناس وتأليبهم على السلطات القضائية.
صحيح، وكسائر البشر، ليس كل مسؤولي القضاء والنيابة على الخصوص بملائكة، لكنهم ليسوا أيضا بالشياطين، فالناس معادن و "حب وتبن" كما نقول بلغتنا الدارجة، لذا وجب عدم "وضع كل البيض في سلة واحدة"، وعدم التسرع في إطلاق الأحكام من دون بينة أو علم.
للتوضيح، ليس كاتب هذه السطور في موقف الدفاع عن أي شخص أو جهة، ولكن احتراما لمساطر العدالة، على الجميع الابتعاد عن كل ما من شأنه التأثير على مجرى العدالة، لأن التاريخ برهن على أن العديد من الناس حوكموا و"أدينوا" من طرف الإعلام قبل أن يبرئهم القضاء، كما برهن أيضا أن الخلفيات السياسوية والانتخابية قد تكون الدافع وراء اختلاق "قضايا رأي عام".
رجاء…الابتعاد عن الإثارة و لعب دور "شاهد ما شافش حاجة" !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى