الشعب يريد إنجازات… وليس تبادل اتهامات
متى يعي الجميع الضرورة القصوى للارتقاء باللحظة السياسية المفصلية التي دشنها المغرب في العام 2011 إلى مستوى يليق بالحماس والأمل اللذين بعثهما خطاب 9 مارس في النفوس؟ ومتى يفهم الكل أن الشعب المغربي يستحق أكثر من السقوط في التنابز بالألقاب والتصريحات النارية التي أصبحت عناوينها تضمخ ورق صحافتنا؟
كان من المأمول أن تكون الوثيقة الدستورية، التي صادق عليها المغاربة بشبه إجماع، تعاقدا مجتمعيا تطوى معه كل حزازات الماضي بين مكونات الجسم السياسي وبداية انطلاقة التنافس الشريف بناء على الأفكار والبرامج، ومناسبة لرفع مستوى النقاش السياسي بما يكفل إثارة اهتمام المواطن، لكن يبدو أن "الطبع يغلب التطبع"، وهذا ما تجسده نوعية الخطابات المتداولة في وسائل الإعلام المكتوب والبرامج الحوارية التلفزيونية التي تجتر نفس الأسطوانات القديمة.
"الشعب يريد" اللازمة التي رافقت كل شعارات سنتي 2011 و2012، لم تفهم بعد حسب ما يبدو. الشعب يريد إنجازات والتزامات مضبوطة ودقيقة في ما يخص صحته وتعليمه وسكنه وكل ما يضمن له العيش الكريم، ويريد من بعض النخب السياسية أن تخرج من بوثقة المزايدة على ثوابت اعتمدتها الأمة المغربية، أبا عن جد، كخيارات سرمدية لا تقبل النقاش، حتى قبل أن تظهر الأحزاب السياسية إلى الوجود.
مصلحة الوطن تتطلب العمل والجدية والترفع عن توافه الأمور. تلك هي الرسالة.
محمد مشهوري