الأخبار

الشباب في قلب المشروع المجتمعي

محمد مشهوري

في عيد الشباب، كرم جلالة الملك في خطابه بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب شباب الأمة، من خلال إبراز الدور المحوري لهذه الفئة العمرية في بلورة المشروع المجتمعي الكبير الذي أرسى أسسه ويقوده ملك البلاد.
ولقد فتح الربط المنهجي بين قضيتي التعليم والشباب في الخطاب الملكي، العقول قبل الأعين، على حقيقة مفادها وكنهها أنه لايمكن للأجيال الجديدة المساهمة في المسار التنموي بكل أبعاده السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية بدون امتلاك ناصية العلم والمعرفة.
إن عملية البناء لا تتم بالشعارات والحماس الذي يطبع الإنسان في مقتبل العمر، بل بابتكار الأفكار الخلاقة المنسجمة في الوقت ذاته مع خصوصيات الواقع والمستجدات الحاصلة في العالم.
كما يستحيل ترك بصمات هذه الفئة في البنيان باعتماد مواقف الرفض والعدمية، فقد ثبت بالبرهان أن العدميين لا يرأوحون مكانهم، تاركين قطار التقدم ينطلق بدونهم.
على شبابنا اليوم أن يدرك أن هنالك شروطا للمساهمة في البناء وصنع الحدث. الروح الوطنية أولا، والتشبع بروح المواطنة ثانيا، والتمكن من علوم وتقنيات العصر.
الوطنية تعني أن يعي المرء منا ويدرك أن وطنه هو أغلى ما يملك، وبالتالي عليه عدم التفريط فيه قيد أنملة، لأنه إذا ضاع الوطن ضاع كل شيء. والمغربي القح الأصيل هو الذي يقوى على مواجهة الشدائد والصعاب والمستعد كما يقول أناس قبائلنا" ناكلو الشوك والعواد وما نفرطوش في استقرار البلاد".
المواطنة رديف للوطنية وتعطيها طابع الفاعلية، فالمواطن هو من يحترم في توازن الحقوق والواجبات.
أما العلم فضروري، فبدون اكتسابه يبقى المرء مهما كان وطنيته ومواطنته كطائر مقصوص الجناح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى