الحق في عدم الشعور بالارتياح !
الغضب والحقد شيمتان لا تلتقيان، لأن الإنسان الغضوب بالضرورة لا يعرف الحقد إلى قلبه سبيلا، لأنه يخرج كل شحنات عدم الارتياح ولا يكتمها لكي تتحول إلى كراهية ورغبة في إيذاء الآخرين.
قال أسلافنا قديما "شرح ملح ما يخنز"، في إيحاء إلى ضرورة البوح والمصارحة والمكاشفة.
الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله نبه في وقت من الأوقات إلى "مؤامرة الصمت والكتمان"، والتي كان من نتاجها في وقت لاحق الوقوف على شفا "السكتة القلبية".
لذلك من حق، بل ومن واجب، كل من يسكن هذا الوطن في وجدانه، أن يغضب إزاء الأشياء الباعثة على عدم الارتياح، وأن يصارح القريب قبل البعيد بما يختلج في الأفئدة، حتى لا تتحول فورة عدم الرضا الكامنة إلى بركان حقد وعدمية.
يقلقنا ذلكم الوجوم والسكون في ظرفية يفترض أن تطبعها دينامية التفاعل والنقاش وتسمية الأشياء بمسمياتها، دون السقوط في مطب التجبر وادعاء امتلاك الحقيقة واحتكارها.
علينا الحرص في هذه الدينامية على احترام بعضنا البعض، وإن اختلفنا، فالاختلاف لايفسد للود قضية، والابتعاد عن "تقطار الشمع" في المحافل والتصريحات، والتجني على الآخر بالباطل أو بتبخيس صورته ومكانته في المجتمع.
ما كل شيء يقال، وما يقال في العديد من الأحيان يغضب، فاللهم أن نغضب، ووقانا الله الحقد.
محمد مشهوري