الأخبار

الحق في الموت الكريم

محمد مشهوري :

صادمة جدا تلك الصور التي تناقلتها المواقع الاجتماعية والجرائد الالكترونية عن كيفية التعامل مع جثث ضحايا الفيضانات الأخيرة التي عرفها الجنوب والجنوب الشرقي لبلادنا، حيث تم حشرها في شاحنات نقل القمامة.

كنت أتمنى أن تكون الصور مفبركة بتقنية "الفوطوشوب"، أو صورا قادمة من بلد آخر غير المغرب الذي لا يستحق أن يعامل مواطنوه الأموات بهذه الدرجة غير المسبوقة من المهانة، لكن شهادات حضور في عين المكان على أثير القنوات الإذاعية الخاصة، أكدت أن بعض المسؤولين لا يراعون حتى حرمة الموت، بعد أن أذاقوا البشر إهمالا و"حكرة" وهم على قيد ما يمكن أن نسميه مجازا "الحياة".
المنكوبون وأهالي الضحايا قالوا الحقيقة، ليس رياء أو تزلفا: "وحده الملك محمد السادس من يواسينا ويقف معنا في مآسينا" بل والتمسوا من جلالته أن يزروهم في عين المكان، ليقف على "مستوى الإحساس بالمسؤولية" لدى بعض من خانوا الأمانة.
إن "أمطار الخير" ليست هي المسؤولة عن انهيار البنيات التحتية في رمشة عين أو بعد زخة مطرية، بل تقع المسؤولية على" ثقافة" الغش في الإنجاز التي لا نريدها أن تلتصق ببلادنا ك "ماركة مسجلة".
وعلى الرغم من هول الصدمة، لن نستسلم وسنواصل معركة الفضح والإصلاح وراء من يعتبره الشعب مصدر العطف الوحيد. 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى