الأخبار

التواصل الحقيقي.. عمل قرب والتزام

منذ مدة ليست بالقصيرة، قررت أن أخصص يوم العطلة الأسبوعية لزيارة بعض مناطق المغرب العميق، ربما تشوقا مني للأصول والجذور وتنسم رائحة الطهارة والنقاء والتملي في عيون أناس الهامش المتطلعة إلى رخاء يأتي من المركز.
المغرب العميق كما تجسده كلمات أهله وصراحتهم ملوا كلام "الغميق" والوعود التي لا تتحول أبدا إلى حقيقة، لأن عهد الوعود العرقوبية قد ولى، وأصبح الالتزام بديلا عنها.
ليس التواصل مع المواطنين المشكلين للرأي العام مجرد تصريحات تهدف فقط لضمان الحضور، لأن الكيف في التواصل أهم كثيرا من الكم، بل يجب أن يكون التواصل فعلا تعكسه الإنجازات على أرض الواقع.
شباب المغرب العميق الذين ألتقي بهم على مستوى كبير من الوعي والإلمام بما يجري في الوطن، ومخطئ إلى درجة الوهم من يعتقد أن السياسة تنحصر في المثلث المديني المعلوم.
هؤلاء الشباب تمنوا لو اتبع كل المسؤولين منهج ملك البلاد الذي اعتمد، منذ توليه العرش وبدون توقف أو كلل أو ملل، التواصل مع مواطنيه من منطلق عمل القرب، وهو المنهج الذي تظهر ثماره بالملموس وعلى مدار الأيام.
كما استحضر هؤلاء الشباب النموذج الحي في الالتزام، والمتمثل في الخطاب الملكي التاريخي لتاسع مارس 2011، حيث كانت الاستجابة الملكية تلقائية للمطالب المشروعة للشارع، وحرص على أن يتم تنفيذ الالتزامات وقف أجندة زمنية مضبوطة، وذلك ما تحقق بالفعل على أرض الواقع.
هؤلاء الشباب بنضجهم وفهمهم لدقائق الأمور، منخرطون بالفعل، رغم كل المعيقات، في المشروع المجتمعي لقائد البلاد، ولذلك أين ما حل المرء وارتحل عبر ربوع المغرب العميق، يقرأ في العيون أمنية جماعية: زيارة خير وبركة لملك البلاد.

محمد مشهوري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى