الأخبار

الاحتفاء بالمقاوم والوطني لحسن اليوسي- الأخ المحجوبي أحرضان: لحسن اليوسي لم يمت لأن عمله والخدمات الجليلة التي قدمها في سبيل الوطن خلدت إسمه- الأخ محند العنصر: الكتابة عن المناضلين والمقاومين من طينة لحسن اليوسي هي أحسن تكريم لهم

نظم مركز لحسن اليوسي للدراسات والأبحاث السياسية أول من أمس بمنطقة سيدي خيار (إقليم صفرو) حفلا تكريميا للمناضل والمقاوم لحسن اليوسي، تحت شعار "الزعيم لحسن اليوسي رمز المقاومة الوطنية والتعددية الثقافية".
وشكل هذا الحفل التكريمي مناسبة للاحتفاء بهذا المناضل الذي لعب دوريا رياديا في مناهضة الاستعمار والدفاع عن مقدسات البلاد والقضاء على الحزب الوحيد إلى جانب الأخ المحجوبي أحرضان وآخرين.
كما كان الحفل مناسبة لاستحضار أمجاد هذا الوطني الكبير والوقوف عند المحطات البارزة من حياته، باعتباره أحد رموز الحركة الوطنية التي واجهت الاستعمار وضحى بمنصبه كقائد على منطقة صفرو وفاء وولاء للعرش ولجلالة المغفور له محمد الخامس.
واعتبرت مختلف الشهادات التي قيلت في حق المحتفى به أن الزعيم والمقاوم لحسن اليوسي الذي كان رمزا لنخبة سياسية متشبعة بالروح الوطنية العالية و"لم تكن له من عقيدة سياسية سوى وفاؤه للملك واستقامته ونقاء روحه الأمازيغية ورباطة جأشه".
وقال الأخ المحجوبي أحرضان الرئيس المؤسس لحزب الحركة الشعبية، وأحد رفاق المحتفى به إن لحسن اليوسي الوطني والمناضل الذي يعد أحد المخلصين للعرش العلوي المجيد ولجلالة المغفور له محمد الخامس "كان رجلا شجاعا وضحى بكل الامتيازات التي كان يملكها باعتباره كان قائدا على منطقة صفرو من أجل الدفاع عن المقدسات ومناهضة الاستعمار".

وأضاف في شهادته أن لحسن اليوسي "لم يمت لأن عمله والخدمات الجليلة التي قدمها في سبيل هذا الوطن لا تزال مستمرة" مستعرضا بعض المحطات البارزة في حياة هذا المقاوم الذي عزلته السلطات الاستعمارية من منصبه وتم نفيه إلى ابن سليمان ثم إلى مدينة الصويرة قبل أن يعود إلى الواجهة ويتقلد منصب وزير الداخلية في أول حكومة بعد الاستقلال.
واعتبر الأخ المحجوبي أحرضان أن كفاح لحسن اليوسي "هو جزء من كفاح قبيلة أيت يوسي التي انحدر منها مقاومون أفذاذ ساهموا في الحركة الوطنية وناضلوا ضد الاستعمار"، كما نوه بتنظيم هذا الحفل التكريمي الذي يحتفي برمز من رموز الكفاح الوطني الذي ضحى بالغالي والنفيس من أجل أن يتحرر بلده ويخرج من براثن الاستعمار.
وأبرز الأخ المحجوبي دور المحتفى به في النضال والاستقامة والكرم، وحث أبناءه على السير على خطوات المناضل والغيور على الوطن المرحوم لحسن اليوسي، منوها بالدور الذي لعبه موحى اليوسي في لم شمل الجميع للاحتفاء بأحد قادة هذا الوطن الذي ضحى العديد بالغالي والنفيس من أجل طرد المستعمر.
بدوره، أكد الأخ محند العنصر الأمين العام لحزب الحركة الشعبية أن إشعاع لحسن اليوسي تجاوز حدود قبيلته والقبائل المجاورة ليشمل كافة المناطق لأنه كان رجلا وطنيا ومقاوما، ضحى بالمكانة التي كان يحتلها كقائد كبير في سبيل استقلال وسيادة المغرب.
وأعرب عن أمله في أن يشكل هذا التكريم مناسبة لتجميع كل ما كتب عن هذا المقاوم الكبير وأمثاله من رجال الحركة الوطنية الذين أسدوا خدمات جليلة لوطنهم، داعيا الباحثين والمؤرخين والمتخصصين إلى النبش في المصادر عن تاريخ هذا المقاوم وغيره من رجالات المغرب الذين بنوا أمجاد هذه البلاد وناضلوا من أجل استقلالها.
وقال إن الكتابة عن المناضلين والمقاومين من طينة لحسن اليوسي وغيره هي أحسن تكريم لهم وفاء لما أسدوه من خدمات جليلة لبلادهم، معربا عن أمله في أن يكون تكريم هذه الشخصية الوطنية هو الانطلاقة لتكريم كل الرجالات الذين ساهموا بكفاحهم في سبيل خدمة الوطن والعرش.
ومن جهة قال الأخ لحسن حداد عضو المكتب السياسي للحزب إن هذه المناسبة هي رمز للاحتفاء بأحد قادة الحركة الشعبية ومؤسسيها، كما أن المحتفى به يعد أحد رجالات المغرب الحديث، الذي ناضل و كافح من أجل العرش العلوي، مبرزا دور هذا الرجل في الكفاح الوطني التي يحتفظ له التاريخ بها، كما أكد الأخ حداد على أن المرحوم لحسن اليوسي أسس إلى جانب المرحوم عباس مساعدي والأخ المحجوبي أحرضان حزب الحركة الشعبية الذي كسر هيمنة الحزب الوحيد، وأسس للتعددية الحزبية.
من جانبه قال مصطفى الكثيري المندوب السامي لأسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير أن لحسن اليوسي بصم بجلائل أعماله حقبة تاريخية من الكفاح الوطني سيذكرها له التاريخ باعتبارها إحدى الشواهد على بطولات الرعيل الأول من المقاومين الذين ضحوا من أجل استقلال المغرب ودفاعا عن مقدساته.
وقال إن لحسن اليوسي يمثل مدرسة للوطنية ورمزا للمواطنة الحقة التي تقوم على الولاء للوطن ولمقدساته، مشيرا إلى أن الاحتفاء بهذا الرمز هو اعتراف بفضل المقاومين من طينة اليوسي في الكفاح الوطني وتقديرا للتضحيات التي قدموها وتعريفا للأجيال الصاعدة بهذه الرموز حتى تحتفي بدورها بهذا الرصيد النضالي الذي هو جزء من تراث السلف الصالح.
واعتبر أن اليوسي وأمثاله من المقاومين حملوا رسالة الدفاع عن الهوية المغربية وعن المقدسات وكانوا من رموز الحركة الوطنية ومثالا للوطنيين الصادقين والمخلصين الذين أدركوا في وقت مبكر مرامي المؤامرات التي كان يحيكها المستعمر لتفتيت وحدة المغرب وتصدوا لها بكل عزيمة وصبر وجاهدوا بأنفسهم وأموالهم من أجل نيل الاستقلال .
من جهة أخرى استعرض عبد الحق المريني مؤرخ المملكة في شهادته التي تلاها الأخ محمد أوزين عضو المكتب السياسي بعض المحطات الأساسية في حياة هذا الوطني الذي أسدى خدمات جليلة لوطنه تعرض إثرها للعزل وللنفي دون أن يستسلم .
وأكد على أن لحسن اليوسي قاوم المستعمر وناضل من أجل عودة جلالة المغفور له محمد الخامس كما واصل مسيرته بعد الاستقلال حيث ظل مدافعا عن تنوع الثقافات واللغات الذي يميز الهوية المغربية مشيرا إلى أن تكريم هذا المقاوم جاء في وقته لتعريف الأجيال الحالية بما قدمه المقاومون في سبيل الحرية والانعتاق.
وأكدت باقي الشهادات على أهمية الأدوار التي اضطلع بها المرحوم لحسن اليوسي الذي يشكل رمزا لنخبة سياسية مغربية ناضلت نضالا مستميتا من أجل إقرار الحرية والتعددية والانفتاح مشيرة إلى أن تكريم المحتفى به في شخص ابنه موحى اليوسي هو في العمق تجديد لربط الذاكرة الوطنية بتاريخ المغرب المتجدد برموزه وقياداته الوطنية التي يجب أن تظل حاضرة في الذاكرة الجماعية للمغاربة.
وأشارت إلى أن لحسن اليوسي استطاع أن يكون صلة وصل بين جيل ما قبل الاستقلال وجيل ما بعد الاستقلال لأنه تمكن من صنع التوازن وإعادة الالتحام وهزم مخططات الاستعمار مضيفة أن مسيرته الوطنية مكنته في فترة وجيزة من أن يحتل موقعا حساسا في هياكل الحكومة حيث عين وزيرا للداخلية في أول حكومة للمغرب المستقل.
حضر هذا الحفل التكريمي الذي تخللته وصلات فنية أبدعتها مجموعات غنائية (فرق أحيدوس) وكذا قصائد شعرية تليت تكريما لهذا المقاوم الكبير، العديد من القيادات السياسية والمسؤولين الحزبيين وبعض زعماء الأحزاب وممثلي أسرة المقاومة إلى جانب مجموعة من الباحثين وممثلي هيئات ومكونات المجتمع المدني وعدة شخصيات أخرى.

(تفاصيل أخرى في عدد لاحق

نجاة بوعبدلاوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى