الإعلام الحزبي… التزام ومسؤولية
محمد مشهوري:
يعيب عدد من الأخوات والإخوة في الحزب على جريدتهم، من باب غيرتهم لا غير، عدم "إسراعها" في نقل أجواء اجتماعاتهم التحضيرية للمؤتمر الوطني الثاني عشر للحزب، وعتابهم مقبول بكل أخوة وأريحية، إلا أنه من جهتنا، ولسنا وحدنا تحت هذا الهاجس الذي تعيشه الصحافة الحزبية برمتها، نقول لهم بأن طبيعة النقاش الحزبي الداخلي تستلزم منا التريث حتى ينضج النقاش وتتضح الرؤى.
نحن في الإعلام الحركي فخورون بالمستوى العالي لمناضلات ومناضلي الحزب الذي يفند تلك الصورة النمطية التي تحاول بعض الجهات ونوع من الصحافة تكريسها ظلما وبهتانا.
نحن ملزمون أيضا بواجب التحفظ، على الأقل في المرحلة الراهنة، من باب الحكمة التي تعلمناها من قيادتنا السياسية، وعدم الانحياز إلى أي وجهة نظر معينة، والاقتصار على التصدي لكل جهة خارجية تتمادى في التجني والتهجم على الحزب.
نحن مطالبون أيضا باحترام الضوابط التي وضعها الحزب في ما يخص احترام أخلاقيات المناضل والالتزام بالآجال التي يصبح فيها التعبير عن الرأي والموقف مشروعا.
ومع ذلك كله، يبقى لزاما علينا ترسيخ قيم الاحترام في ما بيننا، تلك القيم التي جبلنا عليها منذ التأسيس أبا عن جد. مسألة وحيدة نرفضها منذ الآن، وهذا رأي يلزم كاتب هذه السطور وحده: رفضنا لمنطق "التحكم عن بعد" الذي يحاول البعض إدخاله إلى أذهاننا قصد الترهيب و"الاستقواء بجهات معينة"، لأننا حريصون حتى آخر رمق على صون استقلالية القرار الحركي. عبوديتنا لله الواحد الأحد، ووفاؤنا للعرش وحده، والتزامنا من أجل المغرب وحده.
