أنشطة الأمين العامأنشطة حزبيةالمؤتمر الوطني الرابع عشر

الأخ العنصر يؤكد الحاجة لمبادرات وقرارات جريئة قادرة على تخطي إشكاليات مؤشرات التنمية في التعليم والصحة و الشغل

صليحة بجراف

اعتبر الأخ محند العنصر الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، المؤتمر الوطني الرابع عشر ” محطة مفصلية ” من تاريخ الحزب.

وقال الأخ العنصر، في كلمة خلال افتتاح أشغال المؤتمر المنعقد على مدى يومين تحت شعار “الوفاء لمغرب المؤسسات “، ” في هذه المحطة المفصلية من التاريخ الحركي (..) نخلد بإجلال ذاكرة الرائد المؤسس المرحوم المحجوبي أحرضان”.

وأضاف الأخ العنصر أن المؤتمر الوطني الرابع عشرللحزب ينعقد في ظل ظرفية دولية دقيقة وصعبة جراء التداعيات الاقتصادية والاجتماعية والنفسية لجائحة كوفيد – 19 التي غيرت أنماط العيش وفرضت البحث عن بدائل جديدة ومبتكرة من أجل البقاء والحفاظ على البنيان الاقتصادي من الانهيار.

وتابع الأخ العنصر ” لسنا في حاجة إلى المزيد من تشخيص الواقع (..) بقدر حاجتنا لمبادرات وقرارات جريئة قادرة على تخطي إشكاليات هذا الواقع المتسم بتراجع مؤشرات التنمية في التعليم والصحة أو الشغل”.

وأردف الأخ العنصر متسرسلا ” إننا اليوم أمام نظام عالمي جديد يتشكل وفق قواعد جديدة لامكانة فيها للانعزالية والبقاء في الهامش خارج سياق التغيير، كما أن الطفرة التكنولوجية في مجال تقنيات التواصل فتحت أعين الشباب على العالم “، مشيرا إلى أن هذه التغيرات تفرض على الحركة الشعبية، الإسهام في أي مجهود وطني لتجاوز مسببات الأزمة، وتجديد الخطاب وجعله يتجاوب مع متطلبات ومستلزمات الأجيال المغربية الجديدة.

ومن جهة أخرى، استعرض الأخ العنصر مجمل التطورات عرفها المغرب خلال السنوات الأربع الماضية التي تفصلنا عن المؤتمر الوطني الثالث عشر للحزب، موردا في هذا الصدد، الانتصارات الدبلوماسية التي حققها المغرب في السنوات الأخيرة، والتي تجسدت بالخصوص في اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية وبفتح عدد من الدول لقنصليات بمدينتي العيون والداخلة وسحب أخرى اعترافها بالكيان الوهمي، قائلا “إن هذه المكتسبات تجسد نجاعة الدبلوماسية المغربية بشكل خاص والسياسة الخارجية للمملكة التي يسهرعليها ويوجهها جلالة الملك محمد السادس” .

وأشار الأخ العنصر إلى أننا اليوم أمام نظام عالمي جديد يتشكل وفق قواعد جديدة لا حيز ولا مكان فيها للانعزالية والبقاء في الهامش خارج سياق التغيير، مؤكدا على ضرورة ” التحلي بالشجاعة والجرأة والاعتراف بأن بعض الأساليب في السياسة والاستقطاب أصبحت متجاوزة وغير ذات جاذبية “.

وقال الأخ العنصر في هذا الصدد،”نحن اليوم مطالبون، وبشكل استعجالي، بتحديد الأولويات والقفز على سفاسف الأمور والخطابات المستهلكة”، مضيفا أن :” شباب اليوم ومواطنو اليوم يريدون وصفات جاهزة وعملية لكل الإشكاليات والمعضلات، يريدون رؤية الإنجاز بالملموس، ويريدون أن تنعكس ملايير الاستثمارات التي تروج إعلاميا على معيشهم اليومي”، مبرزا أن تموقع الحزب اليوم في موقع المعارضة المؤسساتية، ليس بالأمر الجديد، فعكس ما يعتقد البعض فقد ولدت الحركة الشعبية من صلب وفي صلب أول معارضة في فجر الاستقلال.

الأخ العنصر ذكر أيضا أن الحركة الشعبية، كانت من السباقين الذين استأثرت مسألة الهوية والثقافة الوطنية باهتمامها، باللغة الأمازيغية التي تمت دسترتها كلغة رسمية في الوثيقة الدستورية لفاتح يوليوز 2011، كثمرة لنضال مرير ومتواصل كانت الحركة الشعبية في طليعته، ولكن في منأى عن تسييس القضية أو إعطائها بعدا إثنيا، لأننا اعتبرنا اللغة الأمازيغية مكونا أساسيا للهوية المغربية بكل روافدها العربية والأندلسية والحسانية والعبرية، يعتبر صونها صونا لهذه الهوية المتعددة في إطار الوحدة الوطنية”، منتقدا تلكؤ الحكومة في تنزيلها وشحا في رصد الاعتمادات ومحاولات لاختزال اللغة الأمازيغية في بعد فلكلوري، في تجاهل تام بأن هذه اللغة قابلة لتكون لغة فكر وعلم وإبداع.

وأبرز الأخ العنصر فاعلية الحزب في الأممية الليبرالية وحضوره الوازن على الساحتين الافريقية والعربية وتجمعه صلات وطيدة مع باقي أحزاب العالم التي نتقاسم معها نفس المرجعية، إلا أن عامل القرب يحدد الانتماء المغاربي كأولية وحرصنا على ترسيخ أواصر الإخاء والتعاون والشراكة مع دول وشعوب هذه الرقعة الجغرافية، التي عرفت ميلاد اتحادها على أرض المغرب بمراكش، إلا أن مد المغرب ليد الخير والوصال يجابه بمنطق التعنت والمعاداة من طرف جارتنا الشرقية التي جعل من مناهضة وحدتنا الترابية لازمتها الأبدية.

كما سجل أن القضية الفلسطينية ستظل مركزية بالنسبة للمغرب، ملكا وشعبا، الذي كان ولا يزال سندا حقيقيا للشعب الفلسطيني حتى يتمكن من نيل كل حقوقه المشروعية وإقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

تجدر الإشارة إلى الجلسة الافتتاحية التي حضرها أمناء عامون وممثلو أحزاب سياسية وطنية وهيئات نقابية ومكونات المجتمع المدني وضيوف أجانب،تميزت بتقديم الأخ سعيد بن معنان المقرر العام للمؤتمر، للمفرر التنظيميي الذي تمت المصادقة عليه بالإجماع.

كما تميز المؤتمر بعرض شريط يكشف أبرز المحطات للزعيم الراحل الحجوبي أحرضان، الذي غادرنا إلى دار البثاء في 20 نونبر2022.

ويتضمن برنامج المؤتمر الوطني الـ 14 لحزب الحركة الشعبية، الذي يحضره 1800مؤتمر(ة) يمثلون مختلف جهات المملكة،علاوة على ممثلين لمغاربة العالم ، انتخاب الأمين العام الجديد للحزب خلفا لمحند العنصر، حيث يتنافس مرشحان هما الأخوين محمد أوزين وإدريس الزويني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى