الأخبار

أفتاتي يزيح “التقية” ويتخلى عن القناعمحاولة مصادرة حرية صحافيي وكالة المغرب العربي للأنباء والتهجم المجاني على مؤسسات ورجالات الدولة

ماذا يريد عبد العزيز أفتاتي وعما يبحث بالضبط وأي أجندة تحكم خرجاته وتصريحاته التي يطلقها يمينا وشمالا؟ جملة تساؤلات يطرحها سلوك هذا الشخص، وتقتضي منا تحليل خلفيات هذا السلوك المبني على التهجم المجاني وتوجيه الاتهامات دون أدلة وبراهين.

كنا نعتقد أن "الحرج" المتكرر الذي يتسبب فيه هذا الشخص المحترم للحزب الذي ينتمي إليه والتنبيه العلني الذي وجه إليه من طرف أمينه العام، سيدفعه ذلك إلى "الرجوع إلى الله" والتحلي بالنضج والمسؤولية، لكن لا حياة لمن تنادي.
يتجاهل أفتاتي أن السياسة ميدان نبيل مبني على الأخلاق أولا وعلى المسؤولية ثانيا وعلى احترام ذكاء الرأي العام وعدم الاستخفاف بنضج ونباهة المغاربة، من خلال اللجوء إلى "الإسهال" الكلامي المغرق في الشعبوية.
لقد كان من المفترض في هذا الرجل التحلي بالشجاعة واختيار "خندق" آخر، ما دامت مواقف حزبه إزاء المؤسسات والرموز الوطنية لا تتفق وحقيقة ما يؤمن به، لكنه اختار "البهلوانية" والرقص على الحبال و"حربائية" المواقف.
ليس من شيمنا النبش في "سوابق" الأشخاص، لكن بعد تمادي أفتاتي في غيه، أصبح لزاما علينا، ما دامت المناسبة شرط في ارتباط بوكالة الأنباء الفرنسية التي شاركت في "صنع الحدث" من فراغ، التذكير بأن هذا الشخص لا يزال يعتقد ب"الحماية" التي كان يتمتع بها بعض الأشخاص خلال الفترة الاستعمارية، حيث يتذكر الجميع لجوءه إلى الاستقراء بالأجنبي في العام 2009، وهو مايعتبر استخفافا بالسيادة الوطنية وبالمواطنة والجنسية المغربية التي يحملها. 
إن التصريحات الأخيرة للرجل، أزاحت عنه كل الأقنعة ونزعت عنه رداء "التقية"، حيث كشفت هذه التصريحات عن طبيعة القناعات التي يؤمن بها، والتي لا علاقة لها بتاتا مع قيم الحرية والديمقراطية ومفهوم الدولة القائمة على مبادئ الحق والقانون.
وعلى سبيل المثال، فإن فهم أفتاتي للحرية مبني على مقولة "لا تجادل ولا تناقش لكي لا تسقط في المحظور" وعلى محاولة تكميم أفواه و تقييد أقلام الصحافة المغربية وتحويلها إلى منابر على مقاسه، تستوعب وتصرف تفريغات "إسهاله" الكلامي المزمن، كما يبرهن على ذلك هجومه "الناري" على زملائنا في وكالة المغرب العربي للأنباء.
أما الديمقراطية كما يفهمها هذا الشخص، فهي من نوع خاص " ماحصلتش" في أي بلد ديمقراطي، اللهم النماذج " التي على البال كما هو الحال في شمال مالي !
بخصوص مفهوم الدولة، فيختزله أفتاتي في "استقالة " مؤسساتها وأجهزتها والاكتفاء بموقف المتفرج على الفوضى وممارسة شريعة الغاب والاستسلام أمام المخططات والأجندات الخارجية.
بعد أن كشفنا عن بعض جوانب الشخصية "المتميزة جدا" لعبد العزيز أفتاتي، من حقه أن نجيبه عن السؤال الذي طرحه" شكون هو وزير الداخلية؟"
وزير الداخلية، يا أفتاتي، ابن هذه التربة الطيبة، بها ولد ونشأ وترعرع على حب الوطن إلى درجة الصوفية، وككل المغاربة الأصيلين، ولاؤه واحد ولا يعرف الإزدواجية.
يكفيك هذا، مع دعواتنا لك أن يهديك الله لترسو على بر واحد، عوض التردد والتيهان بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط !

محمد مشهوري

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى