الأخبار

أحداث “مزاب” إدانة للنظام الجزائري

علي الأنصاري:

أمام خطر الموت الذي يهدد سجناء “مزاب” بسحن “غرداية”، في مواجهتهم لتعنت السلطات الجزائرية وعدم تحملها لمسؤولياتها، واستمرارها في انتهاك أبسط حقوق المعتقلين، وجهت الجمعيات الأمازيغية في العالم نداء لجميع محبي العدالة والحرية في العالم، تطلب فيه تنظيم وقفات أمام السفارات الجزائرية ومقرات الأمم المتحدة في جميع أنحاء العالم . وذلك يوم 10-12-2016 بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان للمطالبة بما يلي:
– الإفراج الفوري عن الدكتور فخار وزملائه المعتقلين
– إيقاف المضايقات والاعتقالات المسلطة ضد المناضلين في قبايل “مزاب”
– إجبار السلطات الجزائرية على تطبيق التزاماتها الدولية في مجال حقوق الإنسان.

وكان الدكتور كمال الدين فخار رئيس حركة الحكم الذاتي بمنطقة “مزاب” في الجزائر قد وجه يوم 2 يوليوز2015، رسالة إلى بان كي مون، طالبا التدخل لوضع حد للحرب التي تشنها الحكومة الجزائرية ضد “المزابيين”، وحذر في رسالته من خطر حدوث المجزرة في منطقة “مزاب”، وفي 8 يوليوز 2015 أي بعد أسبوع من الرسالة، قتل 14 “مزابيا” في صباح ذلك اليوم، من قبل مسلحين أمام أنظار الشرطة والدرك في تواطؤ مفضوح يؤكده عدم تدخلهم لوقف المجزرة.
ومنذ 9 يوليوز2015 تم اعتقال أربعين “مزابيا” في مقدمتهم الدكتور كمال الدين فخار، من قبل الأجهزة الأمنية الجزائرية بتعليمات مخالفة للقانون أصدرها النائب العام بتهم عرضوا من خلالها للرأي العام الوطني والدولي كمحرضين على أعمال العنف التي وقعت في “وادي مزاب”.
أضف إلى ذلك أن أكثر من مائة وستين “مزابيا” يقبعون حاليا في السجون الجزائرية، عقب قرار سياسي، وفي ظروف لا إنسانية، اثنان منهم، عفاري باعوشي وعيسى بن الشيخ، لقوا حتفهم بعد أعمال التعذيب. سجين ثالث، توفي وهو صلاح قدوح في ظروف مريبة، وكذا المعتقل محمد بابا نجار، الذي اعتقل بسبب قضية ملفقة بكل المقاييس، وتعرض للموت البطيء بل ومنعت عائلته من رؤيته وزيارته.
لعدة أشهر، يوجه المحامون والعائلات ومنظمات حقوق الإنسان مراسلات للمسؤولين الجزائريين على جميع المستويات، ويدقون ناقوس الخطر أمام الرأي العام الوطني والدولي إلا أن الحكومة الجزائرية قررت صم آذانها.
ومن جهة أخرى، خاض الدكتور فخار وبعض من زملائه المعتقلين في الماضي إضرابين عن الطعام، ويخوضون حاليا إضرابا ثالثا عن الطعام لأزيد من خمسة عشر يوما، وحسب محاميهم، فهم مصممون على خوضه حتى الموت.
وتعد الحركة من اجل الحكم الذاتي في منطقة “مزاب” ثالث حركة بعد حركة الطوارق في الجنوب، والقبايل في تيزي اوز، تطالب بالتخلي عن المركزية في الجزائر وسن نظام حكم الجهات لدعم التنمية المحلية والتدبير المعقلن للموارد وتشجيع الاستثمار والرقي بالثقافات واللغات الجهوية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى