الأخبار

أبجديات مهنية

من المواقف المحرجة التي أواجهها في حياتي، أن أجد نفسي، لا بطلا، ولكن مكرها على الرد على بعض زملائي في مهنة المتاعب، الذين "يقترفون" الأخبار الزائفة، ولا يجدون في ذلك أدنى حرج، بل أكثر من ذلك لا يكلفون أنفسهم حتى التحلي بفضيلة التصويب والاعتذار للقارئ.
منذ أيام، طلعت بعض المنابر الورقية والالكترونية (لست أدري من ينقل عن من؟)، ب"خبر" يتعلق بلائحة الولاة والعمال، دون أن يلتزم مفبركو الأخبار ومتخيلو اللوائح، بالأبجديات الأولية المتمثلة في التقصي عن صحة الخبر من خلال الاتصال بالطرف المعني وهو وزير الداخلية، وإن كانت صحف أخرى قد قامت بذلك واتصلت بالوزير، لتعلم وتخبر الرأي العام بأنه ليست هنالك لائحة ولا هم يحزنون.
بحثت عن الأعذار للزملاء الذين ضللوا القراء، ولم أجد لهم في غابة التبريرات قشة عذر، لأنني أعلم كما يعلمون وباقي الزملاء أنه ما عرف عن وزير الداخلية والأمين العام للحركة الشعبية يوما أنه أغلق هاتفه أو تردد في الإجابة عن سؤال موجه إليه من صحافي، لكن مع ذلك، يجد بعض الزملاء "متعة" خاصة في اختلاق الأخبار بدافع الإثارة لا غير، علما أنهم بذلك يلحقون الإساءة بمصداقيتهم التي هي الرأسمال الوحيد للصحافي، إن فقده لا يتبقى أمامه سوى البحث عن مهنة أخرى.
أتمنى أن يتقبل الزملاء المعنيون عتابي بسعة صدر، فالغاية والقصد من وراء ذلك الدفع بالإعلام ليكون قاطرة تقود مسار الإصلاح والشفافية، لا أن يتحول إلى أداة للتضليل وخلط الأوراق.

محمد مشهوري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى