11 نونبر: تجسيد إنسانية ملك

محمد مشهوري:

يستحق يوم 11 نونبر أن يخلد ضمن الأيام التاريخية للمغرب، لارتباطه بحدث كبير يجسد إنسانية ملك وتشبعه بالقيم الحقوقية الكونية وإيمانه الكبير الصادق بالعمق الإفريقي. ليلة أول من أمس، تم الإعلان عن التدابير التي سيتخذها المغرب من أجل تسوية الوضعية القانونية للمهاجرين المقيمين على ترابنا الوطني، وذلك طبقا للتوجيهات الملكية السامية في هذا الشأن.

هذا القرار التاريخي يعكس إرادة المغرب، على الرغم من ضعف موارده الطبيعية والمالية، في تحقيق العيش الكريم لأشقاء أفارقة اضطروا إلى الهجرة ثم الاستقرار بين ظهرانينا، فرارا من ويلات الحروب وآفات الفقر. ويدرك الداني والقاصي أن مبادرة جلالة الملك هذه، بعيدة عن كل الحسابات السياسية أو المصلحية، لأن جلالته منذ اعتلى العرش، حرص، بكل صدق وتلقائية ومن منطلق مكانته الرمزية والروحية كأمير للمؤمنين لدى عدد كبير من الشعوب الإفريقية، على تأكيد عمق الانتماء الإفريقي للمغرب. وإذا كانت المقارنة مستحيلة مع وجود الفارق، فإن العقول اللبيبة في الداخل وفي الخارج، ستميز بسهولة بين من يبذل الجهد الجهيد من أجل مصلحة القارة السمراء ومن يهدر أموال الغاز في تأجيج التوترات ومعاكسة مصلحة الشعوب.