الأخبار

“معارضة تخييمية” !

يعجب المتتبع ويستغرب للنمط الهلامي للمعارضة الذي اختارته صحيفة الاتحاد الاشتراكي، حيث تبنت أسلوب "إسقاط الطائرات" للقيام بهذا الدور، بعد أن أعيتها الحيلة وأصابها الترهل.
وهكذا، كلما هزها "الحنين" ، عمدت إلى إسقاط كل مشاكل البلاد، بل العالم على قطاع التخييم، لا لشيء سوى لكون المشرف عليه في الحكومة الحالية منحدر من رحم الشعب ويحرص على أن يستفيد أبناء هذا الشعب من تخييم ذي جودة دون الغرق في طوباوية شعار "عطلة للجميع".
انقطع التيار الكهربائي وصبيب الماء لمدة لا تزيد عن ساعة وليس يومين كما ادعت الجريدة باطلا وبهتانا، وبإشعار مسبق لمصالح مكتب الماء والكهرباء بايموزار كندر بهدف القيام بإصلاحات، وقامت قيامة صحيفة الاتحاد الاشتراكي، التي "أسقطت الطائرة" على المخيم، مستلهمة رقما خياليا عن عدد أطفال المخيم (20 ألف)، في حين أن المخيم لم يستوعب غير 250 طفلا في المرحلة الأولى وعددا مماثلا في المرحلة الثانية.
لم نود، بل ولم نفكر حتى، في يوم من الأيام، أن ندفع، مضطرين بسبب التهجمات المجانية المتكررة، إلى الدخول في سجالات ومهاترات مع أصدقائنا في الاتحاد الاشتراكي، بل كنا وكان أوزين على قدر كبير من النضج السياسي والأخلاقي، في تقييمنا لمرحلة "عطلة للجميع"، غير مكتفين بالنظر فقط إلى النصف الفارغ من الكأس. لم ولن نوجه للوزير الأسبق تهمة "إضرام شمعة في خيمة"، كما حاولت صحيفتهم تحميل الوزير الحالي مسؤولية انقطاع التيار الكهربائي والماء لوقت وجيز بغرض إصلاحات تهم أساسا القطاع الوصي على التزويد، على الرغم من أنه شتان بين عاقبة حريق شمعة وانقطاع تقني جد عاد لم يقتل أحدا من العطش أو يتسبب في الزج به في غياهب الظلام.
تلك تذكرة، وإن عدتم عدنا !

محمد مشهوري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى