الأخبار

مبادرة في غاية النبل

محمد مشهوري:

يوم الجمعة الماضية، عاش المقر المركزي للحركة الشعبية لحظات مؤثرة غير مسبوقة في المشهد الوطني السياسي والإعلامي.
الحدث صنعه نبل المقاصد والنيات، وسمو الحس الإنساني، قبل الحس المهني، لمجموعة من الزميلات والزملاء أخص منهم بالذكر الزميلة العزيزة حنان بكور، والذين حرصوا على نصرة زميل لهم، لكن ليس من منطلق الـتأويل الضيق ل"أنصر أخاك ظالما أو مظلوما"، بل من منطلق رد الاعتبار إلى الحركة الشعبية وإلى بعض قيادييها الذي لحقهم الضرر المعنوي جراء ما نشر في يومية "الخبر".

شخصيا، تريثت، من موقعي كرئيس تحرير لليومية الناطقة بلسان الحزب، في الرد على الخبر المنشور في "الخبر"، لأنني كنت مدركا لمعرفتي العميقة بخصال وطباع الزميل أحمد الأرقام، أن في ما نشر لبس ما. كما كان حدسي صادقا بأن الأرقام غير المهووس بالبحث عن شهرة بلا مجد أو مال نظير تأجير القلم، سيتحلى بالشجاعة الأدبية ويسلك فضيلة الاعتذار.
حزب الحركة الشعبية كان أيضا في قمة النبل والوفاء لماضيه ورصيده النضالي المشرق واستجاب بقلب سمح، إذ لا يمكن للحزب الذي كان وراء صدور ظهير الحريات العامة أن يتخندق، رغم الظلم الذي لحقه، في متراس التضييق على الصحافة.
أكيد أن هذا المبادرة الحميدة التي تدشن لعرف حضاري في التعامل بين الجسمين السياسي والإعلامي، ستزعج بعض النفوس المريضة التي تعود أصحابها على أساليب الابتزاز الإعلامي، والذين لم يفهموا بعد الرسالة التي وجهتها الأخت حليمة عسالي القيادية الصلبة المواقف والمبدأ، منذ سنوات لما تخلت عن مطالبة مجلة "تيل كيل" بالمبلغ الكبير الذي حكمت به المحكمة لصالحها. الرسالة تقول باللسان الدارج:" حنا الحركيات والحركيين شبعانين والحمد لله بخير عائلاتنا وبالقناعة اللي عطانا الله، والفلوس ما كتهمناش، وحنا ضد إفلاس الصحف وقطع الأرزاق".
شكرا للحركة الشعبية ولأمينها العام الأخ الأكرم صاحب القلب الكبير محند العنصر، شكرا أختي الجليلة حليمة عسالي، شكرا أخي المتسامح محمد مبديع، شكرا زميلتي القديرة حنان بكور، شكرا للزملاء والزميلات من مختلف المنابر، شكرا زميلي أحمد الأرقام على فضيلة الاعتراف.. لقد كبرت في أعيننا.
شكرا على صنع لحظة تاريخية. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى