الأخبار

لم لوم الزمان؟

محمد مشهوري :

ليس أمامنا، نحن المنتمون إلى صنف البشر الذي تخلف عن الركب سوى التحلي بفضيلة الاعتراف بأن العيب فينا وليس في الظروف ولا في الزمان الذي نعيشه.
تعودنا أن نلقي باللائمة على "الآخر" الذي يكون أدميا مثلنا أو شيئا قد يكون جمادا، وذلك عوض أن نمتلك الشجاعة ونقوم أنفسنا بنقد ذاتي يخرجنا من دائرة الوهم.

عربيا، سمحنا للأجنبي بالتقرير في مصائرنا وصدقنا وهم "الربيع" وخطابات "الجزيرة" ووعود "برنار هنري ليفي" و"الفوضى الخلاقة"، وكان نتاج سذاجتنا وبلادتنا أن تحول أشقاء كانوا آمنين في أوطانهم، على الرغم من غياب الديمقراطية التي لا تأتي بعصا سحرية، إلى لاجئين في بلاد الناس يتسولون بجوازات سفر.
مغربيا، رمينا بكل معضلاتنا وعيوبنا على "المبني للمجهول"، متجاهلين أننا أصل المشاكل، بتقاعسنا وبجنون العظمة الذي يسكننا بشكل مرضي وبالغش الذي يكاد يصبح ماركة مغربية مسجلة، وبترامينا على كل المجالات بدون تأهيل أو اختصاص، في ظل عالم متسارع تحكمه المعرفة ولاشيء غير المعرفة.
هذا فيض من غيض، يسائلنا عن السر الكامن وراء صمتنا وتواطئنا مع واقع ضرنا وسيضر من يأتي من بعدنا. أليس فينا عاقل يدق الجرس؟

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى