الأخبار

قيم على وشك الاندثار

محمد مشهوري

حين تناول معضلة من معضلات المجتمع، يتم اختصار الطريق باختيار التفسيرات والقراءات والحلول السهلة، إذ غاليا ما يتم "تسييس" الأمور وإلقاء اللائمة جزافا على الآخر. وهكذا يصبح نجاح البعض هو سبب فشل البعض الآخر.
إن إسقاط كل مشاكل الحياة على الآخر فيه نوع من التواكل واستسهال النظر إلى الواقع، وهو تجل من تجليات التراجع الكبير في القيم التي جبل عليها المجتمع المغربي في سالف السنوات.
سقطت العصامية وحلت مكانها الوساطة والمحسوبية والرشوة، وتراجع الإيمان بالعمل الجدي كقيمة فاسحة المجال للغش وانتظار الثروة التي قد تنزل من السماء، كما عوضت مشاعر الحسد والحقد والعدوانية ما كان يحكم علاقات الأفراد من محبة وتآزر وتضامن.
لذا، فمهما تقدمنا في السياسة والاقتصاد واكتسبنا من معارف وتكنولوجيا، لن نحقق المنشود مالم نتشبث بالمنظومة القيمية التي طبعت على الدوام أمتنا وشعبنا.
علينا أن نعود إلى اعتبار الوطن الخيمة الكبرى التي تجمعنا في ألفة ومودة، جاعلين نصب الأعين خدمته والسعي الحثيث وراء مجده وعزه، محصنين بالخصال التي تركها لنا الأسلاف الذين تصدوا لكل أشكال الغزو والاستيلاب، مبرهنين على أن المغرب ليس مجرد دولة عادية، بل أمة لها من المقومات ما يجعلها نموذجا لكل الشعوب. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى